هل تصدق أخي القارئ إذا قيل لك ان انتشار عادة التدخين آخذة في الانحسار؟ إنك لسوف تستغرب حقا إذا عرفت أن هذا ما يحدث الآن في العالم الغربي المتطور ماديا بينما يحدث العكس تماما في دول العالم النامية ويزداد انتشار هذه العادة انتشاراً ذريعا.
فلقد أصدر البنك الدولي مؤخرا إحصائيات تثير الرعب عن مدى وخامة نتائج التدخين وخاصة في دول العالم النامية وحيث أوضح أن في عام 1995م مات بسبب عادة التدخين ما يقارب من ثلاثة ملايين نسمة سنويا منهم مليونا نسمة في العالم الغربي، وتوقع البنك الدولي أن تصل هذه الأرقام إلى عشرة ملايين ضحية سنويا للتدخين في عام 2025 منهم سبعة ملايين وفاة سنوياً بين دول العالم الثالث.
إن أضرار التدخين ليست بحاجة إلى زيادة تأكيد وإيضاح فلم يعد هناك مجال لإنكارها أو التقليل من حجمها, ولعلك أخي القارئ توافقني الرأي في هذا، فأضرار التدخين وخيمة جسميا ونفسياً واجتماعيا بل وماديا.
إنني لا أشك أبداً أن هناك نسبة كبيرة من المدخنين يدركون هذه الحقائق ويتطلعون إلى اليوم الذي يقلعون فيه تماما عن التدخين، بل إن الكثير منهم حاول الإقلاع عن هذه العادة السيئة ولا يحتاج إلا إلى المزيد من العزيمة والإصرار، فإذا كنت عزيزي القارئ المدخن من هذه الشريحة فإنني أتوجه إليك ببعض النصائح التي أرجو أن تساعدك في الإقلاع عن التدخين:
* إن للإقلاع عن التدخين فوائد مباشرة، سيشعر بها المدخن نفسه بعد توقفه عن التدخين بفترة قصيرة أذكر منها على سبيل المثال لا الحصر: ازدياد النشاط والطاقة، الحاجة إلى قدر أقل من النوم انتعاش النفس، انخفاض سرعة ضربات القلب، بل وتوفير المال أيضا,, إلخ.
* ابدأ حالاً بالإقلاع عن التدخين وحدد لك يوما للإقلاع عنه وأبرم مع نفسك أو زوجتك أو صديقك عقداً يلزمك بهذا.
* اجعل لنفسك إحصائية دقيقه عن عاداتك في التدخين وسجلها بحرص: عدد السجائر التي تدخنها، الوقت الذي تدخن فيه بكثرة، الحالة النفسية لك خلالها، وما الذي دعاك إلى الزيادة أو التقليل من التدخين واحفظها معك دائما.
* تجنب الإيماءات أو الإيحاءات التي تدعوك للتدخين، فمن خلال الإحصائية التي قمت بها في الفقرة السابقة تستطيع أن تحدد المثيرات التي تجعلك تدخن وأن تتجنبها بإذن الله، فإذا لاحظت مثلا أنك تدخن إذا شاهدت مباراة لكرة القدم أو مشهدا مثيرا فيمكنك أن تبتعد عن هذه المؤثرات.
* طريقة التأجيل المتدرج: إذا لم تستطع أن تقلع عن التدخين بشكل تام، فيمكنك استخدام هذه الطريقة لمساعدتك للتقليل من عدد السجائر المدخنة، بحيث تفرض علىنفسك قيودا أو تؤجل السيجارة التي اعتدت أن تأخذها في الصباح الباكر مثلا إلى الظهر ، وبدلا من أن تدخن عشر سجائر يومياً ، تكتفي بنصف مبدئيا ثم بربعها، وهكذا حتى تقلع تماما عن التدخين.
* عند نجاحك في أي من الخطوات السابقة ينبغي عليك أن تكافئ نفسك وتعطيها بعض الحوافز ولوكانت معنوية.
* إن من الأهمية بمكان وجود من يدعمك معنويا ويشجعك على الاستمرار في طريق الإقلاع عن التدخين واطلب المساعدة من زوجتك مثلاً أو أ حد أفراد عائلتك أو صديقاً مخلصاً لك.
* قد تجد من المناسب استخدام بعض الأشياء التي تقلل من تعود الفم على وجود السيجارة مثل استخدام العلك أوتخليل الأسنان أو المسواك.
* إذا استدعى الأمر فقد يحتاج المدخن إلى الاستعانة ببعض الأدوية والطرق الطبية للمساعدة على الإقلاع عن التدخين مثل علكة النيكوتين وغيره حيث أثبتت الدراسات العلمية جدواها، كما يمكن استشارة عيادات مكافحة التدخين ويمكن كذلك استخدام الإبر الصينية كإجراءات مساعدة للإقلاع عن عادة التدخين.
إن الأمر الأول وهو الأخير هو الإرادة القوية والعزيمة الأكيدة ولا شيئ غيرها ولا شك أن الإقلاع عن التدخين سيرافقه صعوبات ومتاعب تنتج عن تعود جسم الشخص على النيكوتين والمواد الكيميائية في السيجارة وقد يشعر في بداية الأمر بصداع وعدم ارتياح نفسي ولعل هذه المتاعب هي خير اختبار لك أخي القارئ المدخن لتثبت أن عزيمتك هذه المرة قوية وماض إن شاء الله في طريقك نحوحياة بلا دخان.
وصحة أفضل بإذن الله تعالى.
والله يمدك بعونه وتوفيقه,.
نشرت فى 4 أكتوبر 2009
بواسطة ahmedelbebani
عدد زيارات الموقع
285,058
ساحة النقاش