عقد أحد المواطنين على امرأة، ميزتها الوحيدة أنها (مركبة) طقم أسنان ذهب عيار 24 قراط، وقبل أن يدخل بها حدث وأن سقطت تلك المرأة من مكان مرتفع فسقطت كل أسنانها الذهبية، وقبل أن تفيق من صدمتها وجدت أن من ملك عليها قام بتطليقها محتجا بأنها ستدخل عليه بخسارة!.
وهذه ليست طرفة، بل واقعة حدثت من عشرات السنين رواها لي أحد أبناء جلدة ذلك المواطن.
وتعد هذه الحكاية من حكايات الظرفاء البخلاء أو الجشعين أو أي تصنيف يمكن إلحاقه بالقصة، ولو أننا تتبعنا كثيرا من الحكايات الحديثة فسوف نخرج بكتاب قيم يفوق (في أضحاكه) كتاب أخبار الحمقى والمغفلين لابن الجوزية.
هذا المواطن الذي روى لي الحكاية السابقة يصنف أيضا من جماعة (هات إيدك) وهي جماعة أشيع في المجتمع بخلها وتقتيرها على نفسها، وقصة (هات إيدك) مستجلبة من التراث، حيث وردت القصة بأن أحد البخلاء سقط في حفرة وأقبل الناس لانتشاله منها، وكلما صاح به أحدهم: هات إيدك، بقي الرجل في مكانه لا يتحرك حتى إذ أقبل شخص يعرفه تماما المعرفة فصاح به: خذ يدي، فتلقفها الواقع في الحفرة على الفور وتم إنقاذه..
والتفت المنقذ للناس المتجمهرة قائلا لهم: مثل هذا لاتقولوا له هات يدك، بل قولوا له خذ يدي!.
وأخبار مضحكة ترد يوميا من شخصيات أعجب ما يمكن أن يقال عنها أنها متفردة في غبائها أو بخلها أو ظرفها أو تصرفها وهي شخصيات جالبة للضحك أو الدهشة، وما أوردته صحيفة عكاظ بالأمس من خبر جعلني انقلب على ظهري ضاحكا، فقد ذكرتني القصة بقصص عديدة كلها تجعلك في حالة صاخبة من الضحك وضرب الكف بالكف.
فخبر «عكاظ» نص على أن مواطنا طلق زوجته بسبب إجرائها عملية زائدة دودية دون علمه.
وكان الشاب قد عقد قرانه على الفتاة الأسبوع الماضي وفي زيارته الأولى لعروسه لاحظ عليها علامات تعب وإرهاق، ما دفعه لسؤالها عن السبب، فأخبرته بأنها خضعت لعملية استئصال زائدة دودية أخيرا، ولا زالت تعاني من آثارها، ولم يتمالك حينها الزوج نفسه وغادر منزل أسرتها ملوحا بطلاقها. وسبب اتخاذه هذا القرار الغريب بحجة أنه خدع من أهلها الذين اخفوا عنه أن ابنتهم «ناقصة» كما يعتقد، مشيرا إلى أنه لا يريد أن ينتقل استئصال الزائدة الدودية إلى أبنائه، باعتباره مرضا وراثيا ــ على حد اعتقاده ــ.
و أصر على قرار الطلاق رافضا كل المبررات التي اعتبرها متأخرة.
ولو كانت المسألة تقف على دودة، فكان على المصلحين حمل كل الدود المتواجد بالبلد وتعويض العريس النادم عله يزف مجبور الخاطر.
وأعتقد أن مثل هذه الحادثة بروفة جيدة لكل شابة تخشى من (تنسيم) رأس زوجها، وما عليها سوى إجراء عملية استئصال الدودة الزائدة، وفي الحالتين سوف تكون رابحة لأنها تخلصت من دودتين زائدتين.
ويبدو أن صاحبنا مفوت (خالص) وشبيه تماما (بتفويت) ذاك الرجل الذي ذهب للعزاء، وبينما هو جالس سأله الذي بجواره (عزيت) فرد على الفور: لا على الديزل.
(وياكثرهم إللي على الديزل ومسوين زحمة في الشوارع وفي الحياة).
نشرت فى 27 يناير 2010
بواسطة ahmedelbebani
عدد زيارات الموقع
285,128
ساحة النقاش