آسف على الإزعاج .. إنها الكهرباء
شكلت معاناة كبيرة في حياة العراقيين وأخذت تشغل حيزا كبير وراح الناس يؤلفون لها الأغاني وكتب عنها الشعراء مئات القصائد وبعضهم تغزل بها أكثر من حبيبته وأطلقوا العنان لأقلامهم لتكتب بها آلاف الخواطر والأدهى من هذا وذاك كله اخذ البعض يرسم لها اللوحات الفنية والتشكيلية والأغرب من كل ذلك أطلق عليها العراقيون آلاف النكت التي تستوضح مشاكل حقيقة وواقعية الامور التي تستحق ان يراها المسؤول او من هم في موقع القرار والمسؤولية. اذا فان ما تقدم ذكره كأنه مرآة تعكس صورة المستوى المتردي الذي وصل اليه الحال في هذا الملف الحساس جدا والأساسي في العراق.. لأجل ما تقدم استرق النظر بعض العراقيين الى اعلاناتهم ووصفوها بتعبير مجازي جميل وفق اللهجة العراقية الدارجة (خل يولن) ولم يستطع فلاسفة اللغة وأصحاب النحو والتفسير ان يقدموا تفسيرا ولو بسيط جدا للأسماء التي أطلقت عليها كيف..؟ او لماذا..؟ لا يعرفون لأنهم لم يسمعوا أو يطالعوا هذه التسميات التي أن ندرت وجودها في العالم تجدها قد تصدرت قائمة المسميات البراقة ذات الصدى المسموع من الأطراف المتقاربة في وجهات النظر واقترح عليهم البعض ادخالها الى القواميس العربية والعالمية لما لها من تأثير واضح على الحياة اليومية للمواطن العراقي فهي تدخل في صلب رزقه ومعيشته و السبب لتطوير عمله بل أنها المصدر الوحيد لبقاء عمله والارتقاء به الى مستوى الطموح لانها لم تكن وليدة حاضر او جاءت من فراغ ولد حديثا. ولا شك في ان تاثيرها امتد ليشمل تفكير السياسيين العراقيين لأمور تستحق أن ينظر لها من هم ذوو نفوذ وسلطة قويه لما آل إليه الحال في هذا الملف الحساس جدا في العراق وامتد موضوعها ليشمل الثورات المدنية (العفوية) دون تدخل أي حزب أو جهة سياسية بل على العكس استخدمت الحكومة (قوات مكافحة الشغب) لتتصدى للمتظاهرين وردعهم بخراطيم المياه والعصي الكهربائية وأطلقوا عليها (انتفاضة) لما شكلته من ثقل أرهق أصحاب الجيوب الممتلئة وحتى أصحاب العقول النيرة التي تحاول اخراج البلد من أزمته الحالية المتمثلة بقلة وندرة الخدمات المقدمة للمواطن.
وتحاول جاهدة ايقاض ضمائر بعض المسؤولين من غيبوبتها والنهوض بواقع مرير عاشه العراق وأهله منذ عقود مضت وقد لا تحل الأمور على الرغم من كثرة الوعود السابقة والحالية واللاحقة لايزال يراوح المواطن في هذا النفق المظلم والحالك بحاجة الى من يقدم يد المساعدة وينظر الى طلبات الناس ليشعرهم بانسانيتهم بعد ان تشاءم الكثير منهم لما لمسوه من حرارة أجسامهم المشتعلة في الصيف وقسوة برد الشتاء عليهم لأنهم لم يعرفوا طعمها الحقيقي وتبقى الحلقة المفرغة والهوة الكبيرة بين زيادة انتاجها وتحسن تصديرها للناس وبين فقدانها والرجوع للعصور البدائية بعدما التمس الكثير منا الخير في حكومات من نبض الشارع وأزقتها الضيقة وراحت تصيب عصب الاقتصاد العراقي ولم تقتصر على الناس البسطاء ولمرارة هذا الموقف انا آسف على الإزعاج. انها مشكلة (الكهرباء) التي كتبت عنها المقالات و تعددت لها المجلدات وطبعت في مختلف الدول والسادة الوزراء يلقون الكرة بين ملعب ترشيد الطاقة وساحة هموم الناس دون اي تقدم في الموضوع او تحسن فيها ورغم اننا نتامل الخير من الحكومة الجديد لكن كما يقال بالمثل البغدادي: (ذاك الطاس وذاك الحمام).
اذا بقيت الحكومة على حالها تؤسس على اساس محاصصة اما حزبية او طائفية اذا بقيت تشكل الوزارات على اهواء اصحاب الكتل وبالترضية على حساب الكفاءة والمهنية ادعوكم للدعاء في صلاتكم مسلمين ومسيح للترحم على خدمة جليلة اسمها الكهرباء في بلد انهكته الأزمات ومازال يصارع ويراوح في مكانه تقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال
ساحة النقاش