نَصِيحَةُ مُرَبّ

التربية : تكريس شعور أو قيمة . [ حامد عبد الحميد ]

يَجِبُ أَنْ يَعْمَلَ الآبَاءُ بِمَا يَعْلَمُونَ لِيَنتَفِعَ الأَبْنَاءُ بِمَا يَقُولُونَ (1)

----------------------------------------------:-----:-----------------------------------

 * إِذَا أَرَدتَ أَن يَكُونَ وَلَدُكَ صَالِحًا نَافِعًا لِنَفسِهِ وِأَهلِهِ وَلِلمُسلِمِينَ ، فَابدَأ بِنَفسِكَ أَولاً ( اهتَم بِصَلَاحِ نَفسِكَ ). 

 * أَظهِر أَمَامَ وَلَدِكَ خِصَالَ الخَيرِ ، وَابتَعِد عَن خِصَالِ السُّوءِ .. 

 * غَيّر مِن نَفسِكَ أَولاً ، سَتَجِدُ وَلَدَكَ تِلقَائِيًا يُقَلِّدكَ . 

 * إِذَا أَرَدتَّ أَن تَعرِفَ أَخلَاقَكَ ، فَانظُر إِلَى خُلُقِ أَولَادِكَ ، فَإِذَا وَجَدتَ خَيرًا فَاحمِدِ اللهَ وَدَاوِم عَلَى الخَيرِ ، وَإِذَا وَجَدتَ غَيرَ ذَلِكَ فَلَا تَلُومُهُم وَلِكِن ؛ لُمْ نَفسَكَ أَوّلًا ، لَأَنَّ وَلَدَكَ أَخَذَ مَنكَ لَا مِن غِيرِكَ غَالِبًا ! ( أنت القدوة ) .. 

 * الطِّفلُ لَيسَ عِندَهُ أَهلِيَةُ النَّظَرِ : فَالحَسَنُ - عِندَ الوَلَدِ - مَا كَانَ فِي عَينِكَ حَسَنًا ، وَالقَبِيحُ مَا كَانَ فِي عَينِكَ قَبِيحًا .  

* كُلّ شَيءٍ تَفعَلَهُ ، وَلَدُكَ يُقَلِّدكَ فِيهِ ( عَينُهُ مَعقُودَةٌ عَلَيكَ ) فَاحذَر مِن ذَلِكَ .  

* اعْلَمْ أنّ مَا تَجِدهُ مِن فَسَادٍ فِي الأَبنَاءِ ، فَإِنَّ مُعظَمَهُ مِن قِبَلِ الآبَاءِ خَاتِمَةُ الْقَوْلِ  .

* لَا تَفعَل إِلَّا مَا تُحِب أَن يَصِلَ إِلَى أَولَادِكَ مِن خِصَالِ الخَيرِ فَلَا أَسهَلَ مِن أَن تَقُومَ بِأَمرِ الله ، وَتَكُفَّ عَن مَعصِيَةِ اللهِ . 

شاهد سلفي على القانون : -

 * موقف النبي صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية وذلك أن النبي{عليه الصلاة والسلام} لما صالح أهل مكة وكتب كتاب الصلح بينه وبينهم وفرغ من قضية الكتاب قال لأصحابه:

 قوموا فانحروا ثم حلقوا . فلم يقم منهم رجل بعد أن قال ذلك ثلاث مرات.

فقام رسول الله rفدخل على أم سلمة فذكر لها ما لقي من الناس. 

فقالت له أم سلمة: يا نبي الله أتحب ذلك اخرج ثم لا تكلم أحدا منهم كلمة حتى تنحر بدنك وتدعو حالقك فيحلقك. فقام - صلى الله عليه وسلم - فخرج فلم يكلم أحدا منهم كلمة فنحر بدنته ودعا حالقه فحلقه ، فلما رأوا ذلك قاموا فنحروا وجعل بعضهم يحلق بعضا حتى كاد بعضهم يقتل بعضا .

 ووجه الدلالة منه : عمله صلى الله عليه وسلم بالأمر كان شفيعًا عندهم ، ومحفزًا أن يعملوا بقوله !

 * موقف الإمام أحمد في المحنة ؛ ضرب وسجن ، ماذا كان فعله ؟ ( الصبر)!  

ولمّا حضر فقهاء بغداد عنده يريدون الخروج على حاكمهم ، ماذا كان قوله ؟ ( اصبروا )!  

فأثّر فيهم قوله لأنه سبقه بفعله ! والأحاديث والآثار في ذلك كثيرة ...

 *فانتبه : ( اعمل بما تعلم ليُسمَع قولك )

 هيّا نعمل بالنصيحة :

 عندنا معلومات ننصح أولادنا بالتزامها ؛ لكن لا نعمل بكثير منها ، ومنها معلومة عن القرءان وهي :

 ( الاستماع للقرءان إذا قرئ أمر واجب )

 • عليك أن تعمل بهذه المعلومة إذا أردت أن ينتفع أولادك بها ؛ فإذا سمعت القرءان في أي مكان أنصت إليه !

 • اتفق مع الأم أن تقرأ أنت شيئًا من القرءان ، وهي إذا سمعتك فلتترك كل ما في يدها ( بصورة ملحوظة لكل الحاضرين من الأولاد ) وتقول الأم: لو قرأت يافلان ( الزوج ) أخبرني ، لأن القرءان إذا قُرئ لا بد أن أستمع إليه وأترك كل ما بيدي ، ثم تجلس الأم لتستمع بإنصات إلى القرءان .  

انتبه : لا يقتصر الأمر على التطبيق أمام الأولاد فقط !

 • كرر الأمر عدة مرات في مجالس مختلفة ، وانتظر فعل أولادك عند نصيحتك لهم بالاستماع للقرءان إذا قرئ .

 موقف :

 تقول أمّ : أولادي أصواتهم عالية جدًا عند حديثهم مع أي أحد وخاصة مع بعضهم فأحيانًا يصرخون ؛ كنت أنصح أولادي كثيرًا بخفض أصواتهم إذا تكلموا ، لكن بلا جدوى .

 فنظرت عن السبب فإذا أنا نفسي صاحبة المشكلة ، فأنصحهم بصوت عالٍ وأصرخ في وجوههم . وحينها توقفت مع نفسي ولم أعد ، وخفضت من صوتي حتى لاحظوا التغيير ، فعدت عليهم بالنصيحة بأسلوبي الجديد ، ومع الوقت استجابوا لكلامي ولله الحمد . هدف النصيحة .

 * الهدف من هذه النصائح إلى :

 • نشر ثقافة التربية .

 • توعية الآباء بدورهم التربوي .

 • مساعدة الآباء في التطبيق العملي لنصائح التربية .

 --------------------------------

  (1) المنهج الإسلامي في التربية

ahmedalazhry

أبو صفيّ أحمد راغب البرمشتي [email protected]

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 168 مشاهدة
نشرت فى 5 فبراير 2016 بواسطة ahmedalazhry

ساحة النقاش

ahmedalazhry

قال ابن الجوزي رحمه الله تعالى عن شيخه الأنماطي:

"كنت أقرأ عليه الحديث في زمان الصبا ،ولم أذق بعد طعم العلم ، فكان يبكي بكاء متصلا ،وكان ذلك البكاء يعمل في قلبي ، ويبني قواعد الأدب في نفسي ،وكنت أقول : ما يبكي هذا هكذا إلا لأمر عظيم ! فاستفدتُ ببكائه ما لم أستفد بروايته..
وفهمتُ من هذه الحالة أن الدليل بالفعل أرشد من الدليل بالقول."

(صيد الخاطر)

ahmedalazhry

أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ , أنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ , حَدَّثَنِي أَبِي , ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ , عَنْ مَعْمَرٍ , قَالَ الزُّهْرِيُّ أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ , عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ , ، وَمَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ ، يُصَدِّقُ حَدِيثُ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا صَاحِبَهُ ، قَالا : " خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَمَنَ الْحُدَيْبِيَةِ فِي بِضْعَ عَشْرَةَ مِائَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ ، حتَّى إِذَا كَانُوا بِذِي الْحُلَيْفَةِ ، قَلَّدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْهَدْيَ ، وَأَشْعَرَ , وَأَحْرَمَ بِالْعُمْرَةِ ، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ فِي نُزُولِهِ أَقْصَى الْحُدَيْبِيَةِ ، ثُمَّ فِي مَجِيءِ سُهَيْلِ بْنِ عَمْرٍو ، وَمَا قَاضَاهُ عَلَيْهِ حِينَ صَدُّوهُ عَنِ الْبَيْتِ , قَالَ : فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ قَضِيَّةِ الْكِتَابِ , قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأَصْحَابِهِ : قُومُوا فَانْحَرُوا ، ثُمَّ احْلِقُوا ، قَالَ : فَوَاللَّهِ مَا قَامَ مِنْهُمْ رَجُلٌ حَتَّى قَالَ ذَلِكَ ثَلاثَ مَرَّاتٍ , فَلَمَّا لَمْ يَقُمْ مِنْهُمْ أَحَدٌ ، قَامَ فَدَخَلَ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ ، فَذَكَرَ لَهَا مَا لَقِيَ مِنَ النَّاسِ , فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَتُحِبُّ ذَلِكَ ؟ اخْرُجْ ، ثُمَّ لا تُكَلِّمْ أَحَدًا مِنْهُمْ كَلِمَةً حَتَّى تَنْحَرَ بُدْنَكَ ، وَتَدْعُوَ حَالِقَكَ فَيَحْلِقَكَ , فَقَامَ ، فَخَرَجَ ، فَلَمْ يُكَلِّمْ أَحَدًا مِنْهُمْ حَتَّى فَعَلَ ذَلِكَ ، نَحَرَ هَدْيَهُ ، وَدَعَا حَالِقَهُ فَحَلَقَهُ , فَلَمَّا رَأَوْا ذَلِكَ ، قَامُوا فَنَحَرُوا , وَجَعَلَ بَعْضُهُمْ يَحْلِقُ لِبَعْضٍ حَتَّى كَادَ بَعْضُهُمْ يَقْتُلُ بَعْضًا غَمًّا " ، رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ , عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ .

دار حراء

ahmedalazhry
رسالتنا : أن نكون مرجعية استشارية وبيئة تعليمية تربوية في الوطن العربي والإسلامي ، ومساهمين في تحسين ورفع كفاءة المؤسسات التعليمية الأخرى ... »

عدد زيارات الموقع

24,887

تسجيل الدخول

ابحث

احذر الجاهل كما تحذر العاقل ..

نَصح أحدُ السلَف ولدَه-قائلاً-:(اِحذر الجاهلَ-وإن كان لك ناصحاً-كما تحذرُ العاقلَ إذا كان لك عدوّاً-؛فيوشك الجاهلُ أن يورِّطك بمشورته-في بعض اغترارك-؛فيسبق إليك مكرُ العاقل...)..