احمد عبد المقصود

when i want see u i look to the moon

و لقد ساند بعض النصارى المتصهينون رأي اليهود و يدعون أن هذه النبؤة لم تتحقق لحد الآن وإنها ستحقق في زماننا هذا و لقد فسروها على إن الكبش ذي القرنين هما يمثلان قوتان ســــتتحالفان فيما بينهما ( روسيا و إيران و ما تمثله من الدول الإسلامية ) حيث سيكون بينهما اتفاق و تعاون عسكري و سيقومون بشن حرب على إيطاليا و فرنسا وجنوب أوربا و يكون حينها اليهود قد تجمعوا مرة أخرى في فلسطين هنا تظهر العنزة التي تمثل ( أمريكا ) فتقوم بالقضاء على الكبش و كسر قرنيه و سحقه و السيطرة على العالم و عندها ستساعد اليهود في بناء هيكلهم المقدس و عندها سيظهر المسيح الذي ينتظرونه …



أما بالنسبة للنصارى فلهم وجهة نظر أخرى مختلفة عن هذا المنقذ الموعود . فالمنقذ المنتظر عندهم هو نفسه المسيح ( عيسى ابن مريم ) عليهما السلام و الذي سيظهر لهم في آخر الزمان و يقوم بإنقاذهم من أعداءهم و ينصر المسيحيون في كل الأرض و يقتل كل من لم يؤمن به من البشر . و النصارى منقسمون حول حقيقة من قـام بصلب المسيح ( عليه السلام ) فكل المسيحيون الشرقيين و اغلب المسيحيون ( الكاثوليك ) خاصة يعتقدون أن اليهود هم من قام بعملية الصلب ( مع أن بابا الفاتيكان قد قام أخيرا بتبرئة اليهود من هذه التهمة بضغط من اليهود و المنظمات الصهيونية في العالم ) أما البروتستانت ( اغلب مسيحيو أمريكا ) فهم يقولـــون أن لا علاقة لليهود بصلب المسيح ( عليه السلام ) و أن الرومان هم الذين قاموا بصلبه .... و هم من اشد المؤمنين برجوع المسيح عيسى ابن مريم (عليهما السلام ) و لهم علامات يؤمنون بها تسبق نزوله و يعتقدون أن المسيح لن يرجع إلى الأرض إلا إذا تمت هذه العلامات و من أهمها تجمع اليهود في فلسطين و بناء الهيكل للمرة الثالثة و عندها سينزل المسـيح ( عليه السلام ) و عندها سيقوم المسيح برفعهم إلى السماء وتحدث معصرة الرب و هي المعركة الكبرى ( معركة هرمجدون ) . و لهذا فهم من اشد المؤيدين لقيام إسرائيل و تجميع اليهود في فلسطين لتتم لهم النبؤة التي بشروا بها و هي ظهور المسيح ( عليه السلام ) مرة أخرى .



طبعا أن ما قاله أو يقوله أهل الكتاب من يهود و نصارى لا يمكن أن نجعله دليلا أو منطلقا لبحثنا في حقيقة ظهور المنقذ العالمي و الذي نسميه نحن ( الإمام المهدي عليه السلام ) لأننا كمسلمين لدينا كتابنا ( القرآن الكريم ) و الأحاديث النبوية الشريفة و لنا تراثنا و ثقافتنا الخاصة والتي يمكن منها أن نستشف و نستخرج منها العلوم و المعارف الشيء الكثير و لكن لا مانع من الاستئناس بما ورد عندهم مما يمكن أن يؤيد ما سيظهر من خلال البحث . و بما أن المسلمين منقسمون بصورة عامة إلى مجموعتين سنة و شيعة و كل من هذه المجموعة له نظرة خاصة في حقيقة هذا المنقذ و لهذا فيجب علينا الاستناد على ما ورد عند كلا الفريقين في عملية البحث و التحقق من صحة ما ذهب إليه كل فريق و لقد توصلت إلى العديد من النتائج التي يساند إحداها الآخر و أهملت ذكر نتائج البحث التي وصلت فيها إلى نهايات مغلقة .



فبالنسبة للمنقذ المنتظر في الدين الإسلامي فالمسلمون بصورة عامة ينتظرون رجلا من آل بيت الرسول محمد بن عبد الله ( صلى الله عليه و آله و سلم) من نسل ابنته السيدة فاطمة الزهراء( عليها الســـلام ) يطلقون عليه اســــــم ( المهدي ) يظهر في آخر الزمان عندما تملأ الأرض جورا و ظلما ليحارب الشر و ينشر العدل و السلام في كل الأرض. و لا أجد من داعي لذكر كل الأحاديث النبوية التي تؤكد أن كلا الفريقين من المسلمين سنة و شيعة ينتظرون المنقذ المنتظر لأنها مذكورة في كتب الأحاديث الصحيحة و يمكن للراغب أن يرجع إليها لو شاء و لكني سأذكر بعض الأحاديث خلال البحث في الكتاب و لو أن الأحاديث عند الشيعة وردت عندهم اكثر مما موجــودة عند السنة لأن الــــــذي لا يؤمن من الشيعة بظهـــور ( المهدي ) فهو عندهم مخالف للمذهب و خـــارج عنه ( و ليس خارجا عن الإسلام ) . و في الحقيقة أن الفكرة التي يقولها الشيعة في الإمام المهدي (عليه السلام) قد يكون فيها نوع من اللامعقولية و التي لا تصدقها العقول في بعض جوانبها و لكن هذا لا يعني أن يُهمل كل ما قالـوه لأن من الممكن أن يكون ما يقولــــوه صحيحا ( إن الاختلاف في ما بين السنة و الشيعة بصورة رئيسية هو أن الشيعة يقولون أن الإمام المهدي هو الأمام الثاني عشر من أئمة أهل البيت عليهم السلام و اسمه ( محمد بن الحسن العسكري ) و ولد سنة 255 هجرية و أنه غاب عن الأنظار ( بأمر من الله سبحانه و تعالى ) حماية له من أعدائه و أنه حي منذ ذلك الوقت و أنه سيظهر عندما تملأ الأرض ظلما و جورا و عندهم أحاديث منسوبة إلى الرســـــول ( محمد صلى الله عليه و آله و سلم ) تؤيد ما يقولون … و كل هذا مما لا يصدق به أهل السنة و ينكرون أن تحدث مثل هذه الأحداث و يقولون أن المعجزات من هذا النوع لا تحدث إلا للأنبياء … و لكن أي إنسان منصف ممكن أن يجد اكثر من دليل على إمكانية حدوث مثل هذه الحوادث فمثلا أصحاب الكهف حدثت لهم معجزة الاختفاء في الكهف و إطالة أعمارهم إلى ما شاء الله و كذلك بالنسبة للخضر( عليه السـلام ) حيث أن الله سبحانه أطال عمره إلى ما شاء الله و أخفاه عن الأعين وأعطاه من العلوم مما جعل نبي الله موسى ( عليه السلام ) البحث عنه للتزود من علمه و تذكر الأحاديث النبوية أن الدجال كان موجودا على زمن الرسول محمد ( صلى الله عليه و آله و سلم ) و هو باقي إلى زمان خروجه و اعظم من هذا كله أن الملايين من قوم ياجوج و ماجوج مختفون خلف سد بناه ذي القرنين ( عليه السلام ) ( بنص القرآن الكريم ) و لكن لحد الآن لم يرهم أي إنسان بل أن حتى الأقمار الصناعية و التي تمسح الأرض يوميا و لم تبقي شبرا واحدا لم تتجسس عليه و تعرف ما فيه لم تكشف وجودهم و مع هذا فكل المسلمين يؤمنون بوجودهم ( في مكان ما ) كما أن العجائب و الغرائب التي نطلع عليها كل يوم عن طريق التلفزيون و الإنترنت مما لا يمكن تصديقه تجعل ما يقوله الشيعة في الإمام المهدي ممكن استساغته و البحث في مصداقيته .



من هذا نفهم أن كلا من السنة والشيعة ينتظرون ظهور الإمام المهدي (عليه السلام ) و لو أن فيما بينهما اختلاف فيه و هذا نتيجة للاختلاف في بعض الأحاديث النبوية التي لدى كل فريق و الشيء الأكيد انه عندما يظهر فأن كل المسلمين سيعرفون حقيقته و سينصرونه لأنه سيكون أملهم في رفع راية لا اله إلا الله محمد رسول الله و رفع الظلم و البلاء الذي يلاقيه المسلمون من أعداءهم الصهاينة و الأمريكان .



و من خلال قراءتي لبعض الكتب التي تتحدث عن آخر الزمان و ما سيحدث فيه و جدت أن اغلب الكتاب يفرضون طوقا من التعتيم حول الإمام المهدي ( عليه السلام ) وحقيقة ظهوره في آخر الزمان و تحريره للقدس الشريف و المسجد الأقصى مـع أن هذا ما ذكره الرسول الكريم محــــمد ( صلى الله عليه و آله و سلم) في الأحاديث النبوية الشريفة المسندة بل أن حتى رجال الدين في المساجد و في أجهزة الأعلام كافة يتجاهلون هذا الموضوع ففي كل الأحاديث الصحفية و اللقاءات التلفزيونية و ما أن يطرح موضوع الإمام المهدي ( عليه السلام ) حتى تتكهرب الأجواء و تبدأ عملية التشكيك بصحة الأحاديث النبوية الشريفة التي وردت عن هذا الموضوع أو أن يتم نفي احتمال حدوث هذا الظهور في الوقت الحاضر أو القريب حتى وعلى أساس أن علامات الظهور لم تكتمل بعد .... و أنا اعتقد أن هذا الأمر مقصود حتما وهو محاباة لسلاطين و حكام الجور الذين يحكمون الدول العربية و الإسلامية في زماننا هذا . وهو ما كان حاصلا أيضا و منذ انتهاء عهد الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم و قيام الدولة الأموية و العباسية وبدء الإرهاب و التقتيل الذي مارسته هاتان الدولتان ضد أهل البيت النبوي الشريف ( عليهم السلام ) وتصديقا لحديث الرسول الكريم محمد (صلى الله عليه و آله و سلم) حيث نقل عنه عبد الله بن عمر قال: بينما نحن عند رسول الله (صلى الله عليه و آله و سلم) إذ اقبل فتيه من بني هاشم فلما رآهم النبي(صلى الله عليه و آله و سلم) اغرورقت عيناه وتغير لونه فقالوا يا رسول الله ما نزال نرى في وجهك شي نكرهه فقال إنا أهل البيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا و أن أهل بيتي سيلاقون بعدي بلاء و تشريدا و تطريدا حتى يأتي قوم من قبل المشرق و معهم رايات سود فيسألون الحق فلا يعطوه فيقاتلون و ينصرون فيعطون ما سألوا فلا يقبلون حتى يدفعوه إلى رجل من أهل بيتي فيملاها عدلا وقسطا كما ملئوها جورا فمن أدرك ذلك منكم فليأتهم ولو حبوا على الثلج .(كشف الغمة م2 ص472) و هذا جعل كتاب الأحاديث ترهب من ذكر أي حديث يمجد أهل البيت ( عليهم السلام ) و خاصة ذكر الإمام المهدي ( عليه السلام ) و ذلك لكون الحكام الأمويين و العباسيين و من جاء بعدهم ( و لحد زماننا هذا ) عاثوا في الأرض فسادا و نشروا الظلم و الفساد و الجور فخافوا أن يظهر الإمام المهدي ( عليه السلام ) في زمن أي واحد منهم و يطالبهم بإقامة العدل و السلام و إقامة الدين كما أنزله الله سبحانه و تعالى على رسوله العظيم محمد (صلى الله عليه و آله و سلم) و أكيد أن الناس ستلتف حوله و تناصره و عندها يزول ملكهم و سلطانهم وتسلطهم على رقاب العباد فأرادوا بهذا إزالة فكرة ظهور الإمام المهدي ( عليه السلام ) من نفوس الناس حتى لا يجد من يناصره حين ظهوره فقاموا بإرهاب الناس و خاصة كتاب الأحاديث و رواته لطمس الأحاديث النبوية الشريفة التي تتحدث عنه و التشكيك بصحتها و لو انهم لم يستطيعوا أن يثنوا بعض من رواة الحديث من ذكر الأحاديث التي تتحدث عن الإمام المهدي ( عليه السلام ) فوصل إلينا العديد من هذه الأحاديث و لو أن بعضها قد يناقض البعض الآخر و من المعروف أن الأحاديث النبوية لم تدون إلا بعد عهد الخلفاء الراشدين رضى الله عنهم و لهذا قد يكون دخل فيها بعض ما استطاع هؤلاء الحكام بما يملكون من سطوة و سلطان على رقاب العباد أن يدخلوه في الأحاديث النبوية و هذا ظاهر من الاختلاف في بعض الأحاديث حيث أن الاختلاف فيها في جوهر المعنى و ليس في المعنى العام و كل هذا ادخل الشك في قلوب بعض المسلمين من فكرة ظهور الإمام المهدي ( عليه السلام ) و هذا ما ظهر جليا في زماننا هذا

المصدر: نت
ahmed20101880

when i want see u i look to the moon

  • Currently 66/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
22 تصويتات / 103 مشاهدة
نشرت فى 12 إبريل 2010 بواسطة ahmed20101880

احمد عبدالمقصود

ahmed20101880
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

95,631