أستاذٌٌ
أتَتْ بِهِ الصيدليةَ تحملُهُ، تطلبُ دواءًا لِمنعِ الحملِ، عرفَ أنَّهُ وحيدُها ذو السنتينِ، استنكرَ طلبَها، وعظَها موعظةً بليغةً؛ ذرفَتْ منها عينَاها؛ ووجلَ قلبُها، أفهمَها أنَّهُ مِن مصلحتِهِ أنْ يبيعَ؛ ولكنْ ماذا لو ماتَ ولدُها ثم داخَتْ على الأطباءِ؛ تطلبُ الحملَ فلا تظفرُ بِهِ؟ أُسقِطَ فِي يدِها؛ وهمَّتْ بِالانصرافِ، حينَ دخلَ الصيدليُّ يلهثُ مِن شدةِ الحرِّ: أشكرُكَ يا صديقِي ما زالَ يمكنُك إدراكُ المحاضرةِ، استفسرَتْ عنْهُ فقيلَ لَهَا: إنَّهُ أستاذُ الفلسفةِ.