هَجرٌ
أحاطتْهُ الأضواءُ بضعَةَ أعوامٍ، احتكرَ خلالَها البطولةَ، عقبَ إصابتِهِ يتنكرُ لهُ الجميعُ: يزهدُ فيه نادِيهِ، تختفِي عروضُ التمثيلِ والدعايةِ التي كانتْ تطاردُهُ، يقلِبُ لَه أصدقاؤهُ ظهرَ المِجَنِّ، يحزُّ في نفسِهِ هجرُ الملاعبِ، خمسَ سنواتٍ قضَاها بينَ أسرَّةِ المشافِي وأجهزةِ العلاجِ الطبيعِي، لا يأبَهُ لتحذيراتِ الأطباءِ، يصممُ على خوضِ السباقِ القادمِ، يوقّعُ لنادٍ آخرَ استكمالًا للعددِ بعدَ استبعادِ بطلِهم بسببِ المنشطاتِ، ينداحُ في المضمارِ متجاهِلًا الألمَ الذي ينهشُ صدرَه ويعتصرُ رِبلتَي ساقيْهِ، يتقدمُ نحوَ خطِّ النهايةِ ليسقطَ مغشيًا عليْه، يفيقُ علَى أضواءِ الكاميراتِ، يعلنُ اعتزالَه.
نشرت فى 26 يونيو 2015
بواسطة ahmed1957eg
عدد زيارات الموقع
21,472