هُدوءٌ
صديقُنا الطبيبُ قائدٌ بالفطرةِ .. القيادةُ في دمِهِ مُذْ كان صغيرًا، يتصدرُ أترابَهُ في اللعبِ، يتزعمُ الفِرقَ بِالمدرسةِ .. يترأسُ اتحادَ الطُّلابِ .. يفوزُ في الانتخاباتِ، يديرُ مؤسسةً كبرَى .. يحلمُ بِالوزارةِ..الوحيدةُ التي لم ينجحْ في تذليلِها هي السيارةُ، كلَّمَا قادَها مُنِيَ بحادثٍ، اضطررْنا لِلرُّكوبِ معَهُ ذاتَ صباحٍ، أصابَنا الهلعُ مراتٍ وارتعدَتْ فرائصُنا، رأيْتُهُ هادئًا يبتسمُ، ويتمتمُ بِدعاءٍ، سألتُهُ ماذا يقولُ؟ أجابَ: اللهمَّ لا تقبضْنِي معَهم في سيارةٍ واحدةٍ.