بصيرةٌ
لم تَسمعِ القريةُ قبلَهُ خُطبةً بِهذِهِ الروعةِ، "وبِالوالديْنِ إحسانًا" يُفسرُها فَتهطلُ العيونُ، وترفرفُ النُّفوسُ، صرخةُ الشَّيخِ الأعمَى، تُلجِمُ الخطيبَ وتُبطِلُ السِحرَ، تُسعفُهُ حَلاوةُ لسانِهِ لِيأسرَ القلوبَ ثانيةً، عقبَ الصَّلاةِ، يُجاهدُ الأعمَى لِلإمساكِ بِتلابيبِهِ، يحُولُ القومُ بينهما، يفشلُونَ في إقناعِهِ بِخطئِهِ، يُلزِمُونَه بِذِبحٍ لِلتّكفيرِ عمَّا بدرَ مِنْهُ، بعدَ الوَليمةِ يعترفُ الخطيبُ بأنَّهُ الابنُ الهاربُ مِن عِشرِينَ عامًا.