هإني لااكتب
إني لأكتب حال كل حقيقة
الكل يحيا عثرة ودمارا
واليأس ينخر في عظام مواجع
والفقر أنهى بسمة ونهارا
والكبت قيد واللسان مكمم
والحرب تعلن قسوة ومرارا
وزمان قفر في بلادي رابط
وحظوظ جيل ترفع الأسعارا
ماعدت أشعر بالأمان وراحة
والحزن يسكن أنفسا وديارا
الحال غير الحال دون تفلسف
فالذل بات يفتت الأحجارا
والهم يأتي بالسواد و آفة
والغم سيل قد أتى مدرارا
الجوع في بطن الخواء مصيبة
في كل يوم يذبح الاعمارا
عجفاء خبز بالزمان بخيلة
نحو العفاة رأيتها تكرارا
واتون حرب بالمدائن ازهقت
زهر الشباب وكاهلا وصغارا
والعدل مشلول الأرادة تائه
والظلم يرمي جمرة وشرارا
أرحام عرب بالخلاف تمزقت
في بئر ظلم قد حوى الأغوارا
وتكالبت نيران غرب نحوها
برياح شر ترسل الأعصارا
حزني على ابن العروبة صارخ
من كيده قد مزق الأوتارا
أسفي على من فر خوفا راحلا
مما يسوق الموت والأخطارا
رحل الأمان وعدل كل شريعة
من فعل شر أزهق الأطهارا
هل بات شيئا من قليل مودة
رحل الوئام واسدل الاستارا
بقلم....كمال الدين حسين القاضي