خاطرة بعنوان:"يا طائر الرخ"
أيا عبرة ما رمت العبور عبر المآقي....لم تجد لها مستقرا بين كفوف البشر....انزلي بالله عليك و لا تبقي حبيسة حنجرتي كحسكة السمك....اجري و لا تأبهي بانسلاخ إيهاب خدي...اركضي كالعاديات و تناثري على لحيتي البيضاء و لا تبالي...فما عدت أخشى وقع حوافرك المالحة....اخرجي من جنبات صدري لعلك تحرقين حزني الذي ما فتئ ينمو كشجرة اللبلاب...حزن:كسر مجادفي....مزق أشرعتي....أطلق مرساتي بمثلث الاختفاء و تركني لا أعرف مرسى...و جعلني أرى الحياة من بعيد،بعيد جدا و هي لا تراني...كيف جئت يا طائر الرخ و فردت أجنحتك لتحجب نور الشمس...ألا تعلم أن زمن الأساطير قد ولى و ذرته الرياح....أم جئت لتذكرنا بنوادر علاء الدين و السندباد التي اندثرت كقصر الحمراء و خمدت كنخوة العرب...ارحل أيها العتي و خذ ما هو لك و اترك ما هو لنا...أم مكتوب علينا أن نسلم لك كما نسلم للموت....أمكتوب علينا أن نبق نصرخ في صمت و نبكي بلا دموع....أم مكتوب علينا أن نهز رؤوسنا يمنة و يسرة أو نغمسها بالتراب كالنعام....أم علينا أن نتظاهر بأننا على قيد الحياة و كل شيء فينا قد مات.
بقلم الكاتب:بن عمارة مصطفى خالد.