عمو لاتصورنى مانى محجبة☘
كانت هذه كلمات فتاة سورية من حى جوبر ، وهى مضرجة بدمائها بعد إخراجها من تحت الأنقاض
□ فقال أبو سعد السورى :
• أدمَتْ فؤادى بنتُ جوبر عندما
• صاحت تَئنّ وبالدماء مُخضَّبة
• عمّاه مهلًا لاتصوِّر حالتى
• فأنا فتاةٌ بالعفاف مهذَّبة
• هَتَكَ العدوُّ ستارنا فى غدره
• فغدوت ياعمّاه غير محجبة
• هاتوا الحجاب إذا أردتم صورتى
• أو فاتركونى فى الرّكام مُعذَّبة
• الموت أهون أن يرانى خالقى
• فى حالةٍ تبدو كحال المُذنبة
• صوَرِّ إذا شئت الدّمار بمنزلى
• فمشاهد الإجرام تبدو مرعبة
• صوِّر بقايا من زوايا لهْوِنا
• صوِّر مراجيحا إليَّ مُحبّبة
• وانظر لعين البائسين بحَيِّنا
• هل ياتراها لاتزال مصبّبة ؟
• صوِّر ينابيع الدماء لعلّها
• تجرى وتسرى فى العروق المُجدبة
• صوِّر عراةَ الفكر فى أوطاننا
• واكشف نفوساً فى الخنا متقلّبة
• صورِّ رؤوس العُرْب وافضح شأنها
• فقد اختفت كنعامةٍ بالأتربة
• صوِّر وصَوِّر ماتشاء لفضحهم
• أمَّا أنا ياعم لست محجبة !
..........................................
.
بقلم الكاتب / عبدالمجيد الديّهي ؛
.....................................
.
صرخة صوت إيمان خالدة ؛
.................................
.
.
هالني رقيّ نبض حرف أبو سعد الســوري
عندما كتب للتاريخ وللزمن أسئلة وأجــوبة
.
جسد فيها صوت الحق الصادق لإبنة جوبر
عندما صاحت وهي تئن وبالدماء مخضـبة
.
لا تصور ياعماه مأساتي وأنا بين الأنقـاض
ولفائف الشعر تكشفت فـ أنا إمرأة مسلـــمة
.
جارعلينا أهل بلادي وتهدم بيت عز الشـام
وتعرت حرماتيِّ وصرت غير محجــــــبة
.
فـ إن راق لكم السبق في الوصول للعــــدل
وأردتم تصوير الموت فلاتجعلوني مُــذْنِبة
.
وصوروا إن شئتم دمار قنابل عهر الفكـــر
فـ المشاهد كـ أفلام الخيال العلمي مــرعبة
.
والأحباب مازالت أنفاسهم تحت الأنقــاض
وأشلاء الأجساد معلقة بـ أسلاك الأتــــربة
.
ولقد صرخت في الصمت أطفال الــــوادي
والآن أسمع أصوات النداءات المحبــــــبة
.
وأنين الصخر يردد الصدي في المـــــــدي
وخلود الموت يبتلع الإبتسامات الــــراغبة
.
إذهب ياعماه وصوّر أوتاد خيام العـــــرب
ولحم نعاج الخرفان وعاود التجــــــــــربة
.
فلاعاشت الأحلام في ظل الأحـــــــــــزان
ولاسمت الأرواح في الرحاب الــــــراكبة
.
وإني لـ أراني قد غاصت أقــــــــــــــدامي
في عمق أعماق الإبتلاءات دون مــــركبة
.
وسندي هو الله الرحمن وهوان المــــــوت
أعظم من كشف الأجساد الــــــــــــــذاهبة
.
فـ رب إبتلاء وإختبار فيه فرج وصـــلاح
ومن كان ذا إيمان فـ لن تصيبه شــــــائبة
.
.............................................
.
بقلم الكاتب / عبدالمجيد الديّهي
............................................
.