في الليلِ نحتملُ الهوى
شعر: علاء نعيم الغول
في شعرها التوباتُ تعلَقُ كلما هبَّ الهواءُ
تجرُّ أذيالَ البخورِ على حريرِ الروحِ
تأملُ أنْ تمرَّ من الهدوءِ إلى السكينةِ فاستغثْ
يا تاركَ اللذاتِ بالصبرِ الذي ما أجَّلَ الحبَّ
الذي لسعَ القلوبَ كأنْ تسيرَ على رمالٍ سخنتها
الشمسُ وابتهلِ الغداةَ فقد تنالُ عطيةً من زهرِ
آذارَ القديمِ وإنهُ العشقُ الذي سكبَ الحريقَ
على الخطى فتشعَّلَتْ طرقُ الهوى وتبعثرتْ
بين الجوانحِ كلُّ آهاتِ الترجِّي إنما الأحلامُ بيعاتٌ
ونسجُ مصالحاتٍ بين نفسٍ لا يروقُ لها البقاءُ
على الشواطىءِ والهديرِ المشتهي طرفُ المجرةِ
بين هُدْبِكِ لامعٌ وتُقَابَلُ الأيامُ بالتبريرِ لا الأشياءُ
ثابتةٌ ولا حتى المدينةُ تستطيعُ البحثَ عني قد
هربتُ هروبَ (فيكتورْ)* من جنونِ المَسْخِ أبحثُ
عن بقائي مدةً تكفي لأصبحَ لوزةً أو طائرَ الغرنوقِ
أو وجهي البعيدَ على مرايا الوقتِ أفتتحُ النهارَ
وقد قصَدْتُ السعيَ خلفَ ملامحي ومناوراتٍ غير
مُجْهَدَةٍ بعيداً نافذاتُ الحبِّ آلهةٌ بأجنحةٍ بحجمِ الوردةِ
البيضا (كاماديفا) و (راتي) بقوسٍ شدَّهُ وترٌ من العسلِ
النقيِّ سهامهُ قد زينتها خمسُ زهراتٍ لأن الحبَّ رائحةٌ
تفوحُ وراءَ أشجارِ النهارِ ودائماً تتدافعُ الأحلامُ تخرجُ
كالنداءاتِ الجريئةِ أيها الموتى وعشاقَ التلالِ ستمطرُ
الدنيا وتنبتُ من صحائفِكُمْ أحاديثَ الجوى هدأَ الكلامُ
ولم تزلْ في القلبِ خفقاتٌ تُغَنَّى يا رفيقَ الروحِ ماذا
بعد أنْ نجتازَ هذا الصيفَ نعبرَ في قشورِ اللوزِ نرتشفَ
الصدى والوردَ ماءً بارداً ما كلُّ ما في النفسِ يُعرَفُ
أو يُقالُ حبيبتي قصصُ الهوى محفورةٌ في الزعفرانِ
وبينَ قلبينا المسافةُ نصفُ سطْرٍ من حنينٍ خمسُ
كلماتٍ بحرفٍ مائلٍ يبدو العناقُ محاولاتٍ
للترفعِ عن متاهاتِ الضميرِ وما سيفسدُ لحظةً
نحتاجها لنذوبَ في قاعِ الزجاجةِ خاليَيْنِ
من التذمرِ واتهامِ الوقتِ فانتظري معي ليلاً
على شجرٍ وأسماءً لأيامِ التوددِ إنها الأيامُ ذاهبةٌ
ونحنُ نسوقها كالشمس يسحبها (أبوللو) للمغيبِ
وللغيابِ وفي شفاهكِ طعمُ هذا التوتِ والعسلِ الشهيْ.
الثلاثاء ٦/٣/٢٠١٨
توقعات محايدة
*بطل رواية ماري شيللي فرانكنشتاين