((…أحاديثُ الأطلالِ… ))
تتهامسُ الجدرانُ فيما بينها
منْ ذا سيحملُ ذي السقوفَ سوانا
سمعتْ كلامَ الجُدْرِ كلُّ ركيزةٍ
صارتْ تحدِّثُ نفسَها أحيانا
هلْ نحنُ أشكالٌ و نحنُ ركائزٌ
نحن الألى قدْ أ مسكوا البنيانا
و السَّقفُ أحجمَ عنْ كلامِ كليهما
و اغتاظَ مرتفعاً و جلَّ مكانا
لولاي ما أصحبتُما في شاهقٍ
و لكنتُما أدنى و أصغرَ شانا
أنا منْ حميتُ النَّاسَ منْ بردِ الشِّتا
ءِ فكنتُ أحمي ذلكَ الإنسانا
في لحظةِ الفخرِ الخفيِّ أتاهمُ
صاروخُ حقدٍ دمَّرَ البنيانا
فانهارَ سقفُ البيتِ فوقَ جدارِهِ
و هوتْ ركائزُهُ فصارَ دخانا
ماذا دهانا ، كلُّنا لمْ نتحدْ
هذا التَّنافرُ كانَ مَنْ أردانا
تتخافتُ الأضواءُ في ليلٍ لنا
و الأرضُ تدفنُنا و نحنُ حزانى.
عَبْدُالرَّزَّاقِ الأْشْقَرُ.