لك طريق و لي طريق ثاني ( الشاعر المختار السفاري)
تجري الأيّام و معها تجري أحزاني
لا تفارقها أبدا و كأنّها توأمها الثّاني
تريد أن تنال منّي بفقدان الحبّ و الحنان
الدّمع ينهمر على خديّ بستاني
الوحيد الوفيّ و الذي بماء حنانه واساني
ليطفي نار حارقة أوشكت أن تحرق أوراقي في ثواني
عمري سباق يبدأ و لا بدّ أن ينتهي
و النّصر فيه لمن حكم وجداني
ما انا إلّا قطرة ماء من بحر
و من عليها لا محالة فان
الملك لله وحده
و من يحسب نفسه غنيّ غرّه شيطان
مهما علوت لا تبلغ الجبال طولا أيّها الإنسان
يأتي ذالك اليوم ليشمت
و يقول ويل لمن عاداني
و نسي فضائل الرّوح السّاكنة في الكيان
التي تكون لمن عصى
عدوّة لنفس لا فيها أمان
الغصن إن خان شجرة التّين و الزّيتون و الرّمان
تعصف به الرّياح
ولن يجد عروق أخرى تسقيه ألبان
تذبل أوراقه و تموت ثمراته
و يعادي كلّ من نبت في البستان
لا أريد أن أعيش وحيدا في صحراء قاحلة
و اليوم طغى عليّ و رماني
و حكم عليّ
بمعاشرة شيطاني
قرّت أن أعاقبه و أقول له إجري وحدك
أنت في طريق و لي طريق ثاني
عسى أن أهتدي
و أرجع لبستاني