عدد الأبيات ١١
الوافر
غياب الشمس
رأت وجهي وآثارَ الشحوبِ
كأني ما نجوتُ من الحروبِ
نُحولٌ دَقَّ أوصالي وعظمٌ
حكا عن بعضِ أنواعِ الخطوبِ
ذهولُ العينِ في رمشٍ نديٍّ
كما البيداءُ من بعد النُّحوبِ
وعمري زادَ عن عشرٍ عجافٍ
فخَطَّت في الخدودِ بلا حسيبِ
وهلَّ الشّيبُ في ليلٍ مَليلٍ
ومالَ الظَّهرُ من صُبحِ المَشيبِ
فهالَ الحِبَّ أهوالي وقالت
بربِّكَ ما جرى بعد المغيبِ
تركتُكَ والعيونُ لها بريقٌ
وثغرُكَ باسمٌ قل يا نصيبي
فهل نزلَ الدمارُ ديارَ أهلٍ
فصار الصَّرحُ كالطَّلِّ المَهيبِ
أو الأدواءُ قد قَدَّت صحيحًا
فصاحَ الداءُ في الجسمِ الرَّطيبِ
سيأتيكَ الطبيبُ بكلِّ طِبٍّ
فإنّ البُرءَ في طِبِّ الطبيبِ
وما علمت بأني صرتُ ظِلًّا
بغيبِ الشمسِ في الأمسِ القريبِ
مصطفى كردي