محاريبُ للصلاةِ وعوسجةْ
شعر: علاء نعيم الغول
وكأنَّ لونَ البحرِ ليس مفاجئاً
وكأنني حُمِّلْتُ وِزْرَ الأزرقِ الباهتْ
كأني لستُ أعرفهُ وهذا الشارعَ الممتدَّ
ليس هو الذي قطعَ النهايةَ وانزوى بين
التلالِ وكان يسألني فأخفي عنه ما أفضتْ
بهِ نصفُ النساءِ المؤمناتِ بحظهنَّ وفي
الكتابِ قرأتُ أني لستُ من نَسْلٍ قديمٍ
لي أبٌ ورفاقُ دربٍ صالحون وأمي انتزعتْ
بكارتَها بصوتيَ لي ضحايا بين أشلاءِ
القصائدِ لي هنا ما ليسَ للموتى ومَنْ
وعدوا ولم يوفوا ورائي البحرُ يهدرُ بالتعاويذِ
التي حفِظَتْهُ من أسماكِهِ والفاتحينَ ومنْ جنودٍ
غارقينَ ببزةٍ مثقوبةٍ برصاصِ من قُتِلوا
هنا أيضاً يتمتمُ فاغراً فاهاً بحجمِ مدينتي
وتهيؤاتي فالصباحُ علاقةٌ بيني وبينكِ
رقصةُ السالسا وأفراحُ القرى والعائدينَ مكللينَ
بهالةٍ مزعومةٍ نهبوا بها الحمقى وعاثوا في
مخيلةِ الصغارِ وحين جئتُ البحرَ حرَّضَ
غيمَهُ وانتابني حسُّ الغريبِ ولم أكنْ قد قلتُ
بعدُ تعالَ يا طيرَ الشمالِ لتأخذَ الأسرارَ منِّي
كلُّ ما يجري هناكَ عرفتهُ سلفاً وحذرتُ السماءَ
من الذينَ استعملوا اللهَ ابتغاءَ الفانيةْ
واللهُ يعرفُ ما سنعرفهُ
بدأنا في التكلُّسِ واحترافِ الموتِ والتسويفِ
رائحةُ الحياةِ مصيرها أنا ننام ونقفل الابوابَ
في وجه الطريق ولا نفكرُ في الاساءةِ
كان صوتُ البحرِ يعصرُ عوسجاتِ الريحِ
ينسى أنني أحببتُ فيكِ الزعفرانَ ونافذاتِ
الوقتِ ينقذُني هواؤكِ من جنونِ الانتظارِ
ومن فراغِ العُمْرِ والعتَبِ الذي في ليلةٍ ملأتْ
ملامحنا صفاءً نشتهي الغرفَ المضيئةَ نشوةً
مفلوتةً من سلسلاتِ الصمتِ من ركْضِ الخيالاتِ
الشهيدةِ في محاريبِ الصلاةِ على زهورِ
العشقِ دوماً أستعيدُ بكِ العُلا قممَ الغيومِ
ورنةَ الخلخالِ أعرفُ أنَّ عاجَكِ أشعلَ الرغباتِ
في ماءِ الضحى نفثَ البخورَ على الوسائدِ وانثنتْ
أعطافُكِ البيضاءُ فانفتحَ العناقُ تراقصتْ
آمالُنا ثمِلَتْ رؤانا واضمحَلَّ الخوفُ في نظراتِنا
هذا اشتهاءٌ نافذٌ ما أوسعَ الدنيا معكْ
هي صورةٌ ممنوعةٌ من وصفِنا كالآخرينَ أنا
وأنتِ ملائمانِ للحظةٍ فيها البدايةُ والهدوءُ
ولا نهايةَ بيننا.
الاثنين ٥/٢/٢٠١٨
علاقات ممكنة