فرعون
العصر عصرك والزمان رضاء
فلقد أتت أيامك البيضاء
بشار من جمع الفضائل جلها
من خير من قد أنجب الآباء
بشرتنا بالخير لما جئتنا
وبكل ما في يكون رجاء
يا أيها الأسد الذي يرقى الذرى
متكلما فيهابه الخطباء
سمح البديهة ليس يمسك لفظه
فكأنما ألفاظه سجناء
وإذا تكلم جاء عفوا قوله
فكأنما كلماته الطلقاء
في طرفه ولسانه وبنانه
لبلاغة سجدت لها الأعضاء
فإذا وقفت فأنت طود شامخ
وإذا نطقت تباكم الفصحاء
وإذا سكت فلا لأنك مفحم
حاشاك أن يرقى إليك ثناء
ومسيرة للبعث قد بعثت بكم
ولأنت للوطن العلي علاء
إن تجحد الأضواء في وضح الضحى
ويقال ضوء الشمس فيه خفاء
قد ينكر التطوير والتحديث
والإصلاح والتعمير والإنشاء
وإذا خفيت عن الغبي فعيبكم
ألا تراكم مقلة عمياء
ولئن يكن فينا التخلف علة
فلأنت للداء العضال دواء
جمعت بكم أوصاف فضل
جمة أنى يكون كمثلها أشياء
وخلائق ومناقب وشمائل
مثل النجوم فأرضهن سمتء
شرف ابن آدم أن يكون سميكم
أكرم بمن كرمت به الأسماء
(مضت القرون وما أتين بمثله)
ولقد أتيتم مالكم نظراء
ولقد أتيته هاجيا بقصيدة
لا يهتدي لنظيرها الشعراء
يكفيه فخرا أن هجوته والورى
لي مادح وقصيدتي عصماء
خاتم الشعراء
سعد بن محمد خير بن عبد القادر الزيتوني