لا يفتح الاباب الباب المغلق إلّا بمفتاح بقلم (الشاعر المختار السفاري)
كفاني منك يا حبيبتي جراح
اللّيل لن يطول و يأتي الصّباح
تشرق فيه شمسي وتنسي الّي راح
و الدّر يرجع إلى معدنه
ليستنشق الورد الفوّاح
يا ليل لقد ظلمت عيني
لتعمى إرحلي الفجر لاح
لقد فتحت أبواب قلبي
ليطرد ظلامك و يرتاح
كفاني دموعا تسيل على خديّ
لتواسيني
كفاني نواح
كلّ من كان بين يديّ يطاوعني
هجرني و راح
ما بقيت إلّا جفوني
تحرق و أضافري تندب و تخلف لي الجراح
فهي الأمينة و الوفيّة لقلبي
الذي لن يرتاح
عش أنت حياتي من بعدك
جنديّ في ساحة حرب بدون سلاح
رافع يده مستسلما تنازل عن العمل و الكفاح
عش انت يا حبيبتي بعدك
أنا طير مكسور الجناح
صيد سهل للسّرّاق و السّراح
يا وطني حبيبتي تربتك الخصبة
أفسدوها أصبحت لا تنتج إلّا الأملاح
ماتت فيها أشجار الزّيتون و التّين و الرّمان
و الثّمرات الأخرى النّافعة سجنت
أو محكوم عليها و هي في حالة سراح
تنتظر رحمة من ربّها
عسى أن يفرج عنها
و ينتقم من حاكمها السّفاح
بلاد العروبة تشبه بعضها
شعب وفيّ مسلم و حاكم ظالم مرتاح
يتعاون مع الأعداء و يقتل شعبه بالسّلاح
يشتريها بقناطير مقنطرة من الذّهب
و لا يفرّق بين اللّيل و بين الصّباح
و ينعت المسلم الأمين بالسّفاح
مهد الإسلام بمنارتها محتلّة
و العراق و سوريا و سائر بلاد العروبة
يزداد عليها نواح
و كفّار عالمنا فرحين في إنشراح
شبابنا ذهبت أخلاقهم وذهب معها الكفاح
الكفر و السّكر و كلّ ما حرّم أصبخ مباخ
لا يفتح الباب المغلق إلّا بمفتاح
و المفتاح المفقود هو الإصلاح