قصيد: ربما
بقلم الشاعر التونسي محمد أحمدي
كلما عتا الليل غفت
و على حلمها اتكأت
قالت: ربما أشرقت شمسي
و أينعت شجيراتي و نمت
ربما قدم الربيع
و هجع الصقيع
و خبت رياح السموم
و أضحى نعيق البوم طريدا
قالت:
ربما...
ربما...
و بكت...
قالت أنا التي ترشفت موتي
و عطش النخيل شربت
البرد ينهمر
و الكل يريدني
الصعلوك و الأعور و الجزار
الذئب و الحارس
و السمسار
الكل يريد وصالي
حتى اﻷفعى التي
درت بحكمة سمها
و ذاك الذي
رتب الكون
و نصب الخلفاء
و سمم الرخاء
و خضب اﻷرض دماء
منعا القمر عني
و أنا ما عدت أحتمل
فقط
أريد أن أحلم
الحلم حلمي المفصل...
قالت :
ربما انتزعوا
ما تبقى لنا من درر
ربما طلبوا المزيد
و سحبوا
ما تبقى لهم من رصيد
فبالسحب يزداد الرصيد
و ربما......
ربما هبت عواصف
حبلى بغيض البحر
و بددت رؤى الظلال
و فتحت لليم العظيم
مصاريع المدينة
و أطلقت غاضب الموج
على صانعي المحن
و الوبال....
قالت:
ربما...
ربما...
و احتضنت حلمها
و.....
# محمد أحمدي #
-تونس-