((...خليقةٌ...))
تحيا الحروفُ على الشِّفاهِ و تبسمُ
و منَ القلوبِ إلى القلوبِ تترجمُ
كالبلبلِ الغرِّيدِ يحلو شدوهُ
و الزَّاهراتُ منَ الحقولِ تُرنّمُ
و الزَّهرةُ الحمراءُ يصفو لونُها
و النَّحلُ يُسعدُ بالزُّهورِ فيبصمُ
و الماءُ يصفو و النَّسيمُ يلفُّهُ
و الطّيرُ تشدو و الخيولُ تحمحمُ
تلكَ الخليقةُ لو تدومُ فإنِّها
مثلُ الجنائنِ فردُها لا يظلمُ
منْ أينَ نبدأُ بالقصيدةِ يا ترى
منْ وقفةٍ بالنؤيِّ ، كيفَ يُهدَّمُ
لمْ يتسعْ للدَّمِّ بينَ ضفافِهِ
أمْ أنَّ نؤيَ البيت ِ فيهِ تَثلُّمُ
هذي الدِّماءُ تكاثرتْ في حيِّنا
و تكالبُ الأغرابِ يرضيهمْ دمُ
أصبحت من ظلم الديار و أهلها
كالصخرةِ الصَّماءِ قلبي مظلمُ
لو أنَّ قلبي يمتطي ظهرَ الدُّنى
كلُّ الخيولِ بذا اللجامِ ستلجم
لا وقتَ عندي للحبيبِ و حسنهِ
فبلادُنا فيها الحريقُ جهنمُ
كمْ عاشقٍ ولهانَ باعَ بلادَهُ
و العشقُ للبلدانِ فينا أعظمُ
مَنْ علَّمَ الأوطانَ أنَّ أباتَها
ماضونَ حتّى النَّصرِ لا لنْ يهزموا
عَبْدُالرَّزَّاقِ الْأَشْقَرُ