( أَنَا و السَّاقِي )
حيدر محمد خرنوب / بغداد
.......................
ياسَاقِيَاً للعِشقِ هل نَاوَلتَها
عِشقاً بكَأسٍ مِثلَمَا نَاوَلتَني
قد مَزَّقَ الشَّوقُ الَّذي عندي سَرَى
أحلَامِيَ الخَرقَاءَ والنَّومَ الهَنِي
ماهَمَّني رَكبُ الفِراقِ لَهَا وما
أَجنِيهِ من دمعٍ جَرَى بالأجفُنِ
لكنَّ ليلاً دُونَها أمسَى لَنَا
حتفاً مَحَا أيَّامَنا وأذَلَّني
يَالَيتَني لَمْ أعتَنِقْ أنفَاسَها
قَبلَ القَطِيعَةِ و الجَفَا يَالَيتَني
فإذا بَدَت كالسَّهمِ في نَظَرَاتِهَا
أبدُو كَمَقتُولٍ بتِلكَ الأعيُنِ
إنِّي و إِنْ لا أرتَوي إلَّا بِهَا
مَا لِي فُؤادِي نَحوَهَا لا يَعتَني
يا ويحَ طَرفٍ عنهُ لَيلَى هَاجَرَت
و القَيسُ بَعدَ الهجرِ قَطعَاً يَنثَني
المُقلَةُ الضَّمأَى عَسَى أَنْ تَرتَوي
كَيمَا تَمُوتُ و رُوحُهَا في مَأمَنِ
أَ فَلَا رِياحُ العِشقِ عنِّي أَوصَلَت
قد مُتُّ يا لَيلَى بهَمٍّ مُحزِنِ
و لَقَد رَأيتُكِ حين أمطَارِ النَّوى
صُبَّت على رَأسِي وما من مَوطِنِ
حتَّى متى تُطوَى رِواياتِ الهوى
تِلكَ الَّتي عُشَّاقُها لا تَنحَني
ما قد شُفِيتُ من الغرامِ بليلةٍ
إلَّا بكأسٍ من هُمُومِ المُدمِنِ
هذا جُنُونُ الليلِ في أصلَابِهِ
هَمٌّ أَبَى إلَّا يَحُطَّ بِمَسكَنِ
فَكَأَنَّهَا نُطَفُ الليَالِي تَرتَدِي
ثَوبَ النُجُومِ بِلَمعَةٍ لَمْ تُتقَنِ
ما كُنتُ في غَسَقِ الدُّجَى أشكُو الهَوَى
لَو أنَّها تَهِبُ الفُؤادَ كَأنَّنِي
يا سَامِعِي هذا دُعَائي للَّتي
أَمسَيتُ مَصهُوراً بِهَا كالمَعدِنِ
يا ربُّ لي قَلباً أسِيراً عِندَهَا
و سَأَلتُهَا إيَّاهُ إذ لَمْ تُعطِنِي
...................................
حيدر محمد خرنوب / العراق