الحمار والقطيع
نَهقَ الحمارُ فصفّقَ البُلهاءُ
واستعبَروا واستشعرَ الشُّـعراءُ
وحِمارُنا فوقَ المِنصّةِ جاثمٌ
يُرغي ويُزبِدُ والكلامُ هـَباءُ
تِلكَ المواهِبُ نِعمةٌ وَورثْتُها
وَوَرثْتُكمْ والأُعطِياتُ نِداءُ
فَلتَحمُدوا النَّعماءَ أَنّي قائدٌ
لِقَطيعِكمْ ولْتَخرسِ الغوغاءُ
وَأَنا لِأسياديْ وَفيٌّ خالِصٌ
مَـهرُ الكراسي طاعةٌ عَمياءُ
وَلْتقبَلوا قَيديْ بِرغمِ أُنوفكمْ
نَيلُ السّلامةِ نِعمةٌ وَرَجاءُ
وَحنى الجميعُ بِرأسهِ مُتوسّلاً
سَنسيرُ خَلفَكَ أيّها المِعطاءُ
وَمشى القطيعُ مُصَفّقاً وَمُمجِّداً
وَالجوعُ يأكلُ خُبزَهّ الفُقراءُ
والأرضُ تُعطي والخَزائنُ تَحتَفي
والسّارقونَ غَدَوْا هُمُ الشُّرَفاءُ
والبائِعون قضيّتي بِجَدارةٍ
كانوا هُمُ الأُجَراءُ والأُمَراءُ
وَاستجلَبوا أسيادَهمْ وَكِلابَها
فَجَرتْ على أرضِ الجِنانِ دِماءُ
وَتَشدّقوا بِاسمِ الكرامةِ عالياً
حتّى بكى مِنْ وَأدِها الكُرَماءُ
والعُهرُ يَرشَحُ منْ مسامِ جّلودِهمْ
مَلأَ الفضاءَ وضَجّتِ الغَبراءُ
فَتعجّبوا منْ أُمّةٍ قُوّادُها
حُمُرٌ يَجُرُّ خّطامها الأعداءّ
وَتَنبَّهوا لِمُصابِنا يا سادتي
الكُلُّ يذبحُنا وَنَحنُ غُثاءُ
هُبّوا بِعزمِ اللهِ ينصرُ جَمعَكمْ
ما ماتَ حَقٌّ صانَهُ الشُّهداءُ
#بقلمي
يحيى الهلال
5/11/2017