عطش الود
كلما عبّر القلب عمّا يعتريه
وما ألمّ من حنين واشواق ترتجيه
وما إختلج الشعور منه والوجدان
وما هيمن على الاحساس فيه من بيان
نعم ...
كلما عبّرت عمّا في كياني
وصرحت تلميحا عمّا كان وما جرالي
وتركت للقلب حرية القول و التعبير
عمّا هيمن عليه من غرام وزفير
وما تسلط على الجيّاش من بوار
ومن أنين موجع والم دوّار
لذاك ...
وإعتقادا منّي أن الطرف المقصود
له إحساس علم بما في من الموعود
أعبر عمّا يجول في الفؤاد من كلام
ملامسا قلب الحبيب ولو عن بعد بالهيام
إعتقادا منّي أن فيه نفس الإحساس و الشعور
وان وجدانه يميل إلي ويحن
وإن إختلفت الامور
ربّمـــا ...
يكون سبب لهف عواطف الوجدان
وما أحاط بي من عطش للودّ والحنان
إفتقار روحي منذ بداية التكوين
للحب والغرام والتلوين
ممّا جعلني لا أتحكم في عواصف الاحساس
ولا لمد تيار الصبابة حدّا من الأساس
صحيح ...
صحيح إن الحبّ إحساس وشعور
ليس بضاعة تشترى بالمال والشرور
بل هو وميض أشعّة تخترق القلوب
تصيبها بالإرتعاش والإضطراب في الدروب
فيا ليت من عبرت له عن حبي وغرامي
يعي بأنّني في حبه متيم ولهان
فلا يزيد في عذابي بعدا وحرمان
وبالتمنع والصدّ والنسيان
او التجاهل والتغافل عن المقصود
والإكتفاء برد التحية والتهرب من الموعود
بإقتضاب المعنى في القول والحوار بلا مردود
فالحب لا عيب فيه أو حرام
وخاصة من قلب إعتراه الحزن في مسيرة الايام
لأنه مخلص صادق الشعور
لا يشوبه الكذب والنفاق والتغرور
وان كان عند التصريح متردد في القول والتعبير
محمد الحزامي / تونس