خاطرة بعنوان"سأرحل"
سأرحل و أنفض أسمال الانتظار البالية،أحرق صوف الذكرى الجاثم بالحشى الذي ما فتئ عقلي يرتقه براقع داكنة أتداول لبسها ساعة تلو الساعة،لكنني سأنساك،سأنسى غربتي و أنت برفقتي،سأنسى كل الورود التي جمعتها في لأي و جهد لأشكل لك أبهى الباقات قدمتها لك و السعادة شرائط تزينها،سأنسى وجلي عليك من أنياب الزمان أن تقضمك و خوفي عليك من الحزن،من المرض،من الوحدة،من نسمات الهواء أن تجرحك،سأرحل و أنسى،سأرحل إلى أراض بعيدة،أراضي لا تعرف بجاذبية أرضك و لا يطالها قانونك الجائر،سأرحل و أقطع أوراق كتابي معك،و أدون حروفا تعلو البسمة على شفاهها اليائسة البائسة و سأجعل قلمي ينفث على أوراقي الحيرى بديع الألوان بدل الحبر الذي لونه لون الظلمة الحالكة،سأرحل فبقائي بمحطة الانتظار أرهقني و جعد جسدي و رص الثلوج على شعري و الجمود على مشاعري،سأرحل فقد سئمت الوقوف ها هنا بمكاني كالشجرة تنتظر الودق لتحي و هي تنظر إلى السماء كالمتعبد تارة و إلى الأرض كالراكع للصلاة تارة أخرى علها تلقى ماء ضحضاحا يقيها مر السؤال و ذل الحاجة،سأرحل فأنت لي هنا وطن و غربة،حياة و موت.
بقلم الأستاذ:بن عمارة مصطفى خالد. تيارت/الجزائر.