ثرثرة منتصف الليل - 7 -
حقاً , انه الجنون بعينه , أن تغيبي وراء الكلمات , و أنا أجلس منتظراً أن تحين ساعة اللقاء .
لم يخامرني الشك بأنها ستكون النهاية , أن تضيعي وراء المعاني , و أنا أبحث عن أي درب يوصلني إليك , و أن أبحث عن ذاتي من خلال عينيك .......
فيأتي اليأس , و يستوطن قلبي , و أدرك بأنني أبني قصراً من الرمل ستهدمه الرياح بين الفينة و الأخرى .....
أنه الجنون بعينه , بعد أن تطول مدة الغياب و يحن الهاتف لسماع صوتك , و فجأة و دون سابق إنذار يفوح عبير موعد ضائع , لتعودي من جديد لتمليء حياتي سعادة و أمان ...
لأرسم من أحلامي حقائق و معجزات , لأرقص في فضاءات الكون , كطائر عشق يبحث عن قلب يحضنه و يحميه .
أهذا هو الجنون , أم أنه .... , لا أدري , ما هو ......
أحقاً أنتي مجنونة , أم أنك تريدين أن أصبح مجنون فيك , لم أعتد أن التعامل مع أنثى فاقت التصور , مع أنثى لم يوجد لها مثيل, مع انثى جمعت النقص و الكمال , العقل و الجنون , الحكمة و الخيال ...
لم أعرف أنني إذا أحببتك , سأخلق من جديد , أم أموت كل مرة , ثم أحيا من بعد اللقاء ...
أنه الجنون حقاً , أن تدرك بأنك تهوى أنثى لم تعرف إلا في كتب الاساطير , أنثى مجنونة تسافر بك أصقاع العالم , بنظرة أو نظرتين , تقتلك ثم تحيك , تحلق بك إلى مواطن النجوم ,ثم إلى صدر الأرض تلقيك ...
لم أكن أتخيل يوماً , بأنني بالأوهام سأتعلق , و بأنني سأنسج من الأحلام قصراً , أسكن فيه , و أروي قصص و حكايا , و أصاب بنوبات هلوسة و جنون .
لم أكن أتصور بأنني يوماً سأبقى أنتظر عند أحد المواقف , طيف أنثى ليمر بجانبي , و يأخذني
لا يهم إلى أين , و لكن المهم أن أبقى مع طيفك أنتي و لا أحد غيرك .....
و لثرثرة منتصف الليل بقية .......