خاطرة رقم ( 70 ) : ** رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٌ ** 

-------------------------------------------------------------------------------

اخذ يبحث عن مكان مناسب ليوقف سيارته في تلك الزحمة الشديدة فاذا بمكان بجانب تلك العمرة التي تشبه قصور الملوك بل اشد جمالا منهم . ذهب الحاج ابو جمال ليقضي اعماله واشغاله في تلك المدينة الجميلة وعندما انتهى مما اتى من اجله ذهب لسيارته ليعود لقريته الوادعة الخضراء التي يجملها سهل البطوف الاخضر فاذا بفرامل السيارة الاربعة تربخ على الارض بدون هواء وتستنجد بصاحبها وتبكي احوالها . 

وقف حائرا من ذلك العمل الغريب فاذا بشخص يلبس الشورط يجلس على البلكونة ويقول بصوت عال له نعم مستاهل لتتعلم درسا الا تضع سيارتك امام بيوت الناس . نظر اليه الحاج نظرت شفقة وقال : في الماضي كان الضيف عندما ياتي لبلد لا يعرفها يضع حصانه امام اجمل بيت لانه يعلم ان صاحب البيت انسان كريم وانا اعتقدت انكم هكذا !!!

بكى صاحب البيت واعتذر عما بدر منه وقال انا تربيت على قلة الحياء وقلة الدين هكذا علمني ابي فماذا افعل فتح الحاج يديه ورفعها للسماء وتمنى له الهداية . صاحب البيت ادخله واطعمه وقال ساعيد للفرامل هواءها قال الحاج غلبتكم باخراجها ولا اريد ان اغلبكم باعادتها وما ان انتهي من الطعام حتى كانت السيارة جاهزة ومصلحة . وبعد عام التقى صاحب البيت مع الحاج في ساحة المسجد الاقصى وتعانقا وتحابا وكان انسانا اخر يعرف الله ويسبح للخالق ويقول : 

الحمد لله !!!!