إلى الريف، إلى الأطلس، إلى كل الأرض التي تئن بك يا وطني
ـــــــــــــــــــ معاناة وطن ــــــــــــــــــ
أعاتبها إذا امتلكتْ جوابا
لِسكْرٍ في القلوب غدا صوابا
و تمنحني البلادُ إذا سباها
رجيمُ الناس أهوالاً صِحابا
إذا صرخ المريضُ بأرض ريفٍ
أجابته المنيّة احتسابا
فليس لصوته المبحوحِ أذنٌ
وليس لرحمةٍ رصدته بابا
تئنّ بجنبه زوجٌ غزتْها
ندوبُ الدهر من قهرٍ أصابا
وليلٍ جائرٍ يبدي سلاماً
لوِدٍّ بالأطالس قد أذابَا
إذا مرضَ المريضُ أراه بأساً
و أعيا كفَّ من يرجوا سحابَا
و أطلقت الطيور عنان حزنٍ
بأفْقٍ أدركت منه العذابا
فكلُّ بهيمةٍ تأسى بكاءً
و أخرى في القصُور نسَت حِسابَا
ولكن الزمان ليوم حربٍ
سيقْني موجَهُ لغدٍ أجابَا
سيحمل سيفهُ الموجوعُ ثأراً
ويلقى الخائنون به ثوابَا
أفي العشرين من تمّوز ذُقنا
عذابا فيه أدركنا الخطابَا؟
يجوبون البلاد بكلّ زورٍ
لعلّ بنارهم يلقى حجابا
بأوسمةٍ غدت للعار رمزاً
تُزيّنُ صدرَ أوغادٍ كلابا
لك الويلاتُ يا عيناً تشافت
فهل أبصرتِ ذا الشعبَ المصابَا
وهل تُشفينَ في أرضٍ تعالت
بها قومٌ أذاقونا الخرابَا
ولكنّ المذلّة فيكِ أصلٌ
ولو أبديتِ عِزّاً قد تصابَا
شبابٌ في السجون بحكم ظلمٍ
فكيفَ بموطنٍ هلكَ الشّبابا
يُقلّدهم بعهدِ الذّل قهراً
وينثُرُ في عيونهمَ الترابَا
ولكن الشّريف شريف عهدٍ
يخُطّ على مكارمهِ كتابا