قصيدة: " أضغاث أحلام وكوابيس" –
شعر د. أحمد محمود –
الثلاثاء 11 تموز 2017
الجزء السابع – الخاتمة
(7)
ها هم أبناء يعرب يتبارزون باللكمات، والطعنات والقنبلات
ليتهم كانوا يتنافسون على تبادل العناق، والترحيب والقبلات
في جميع الساحات يتبارون بالكلمات، والخطابات، والإذاعات والتلفزات
ها هم في كل شارع ومدينة يتحاربون بالدبابات، والطائرات والمجنزرات
يتعاركون بالبوارج، والزوارق، وحاملات الطائرات والمدمرات
بل أطلقوا العنان لكل ما لديهم من السفن الحربية ، والغواصات والبارجات
ليس لهم عدو، بل جعلوا من بعضهم بعضاً، أعداءً، وراحوا يبتكرون العداوات
يا وطناً زرعت العلل والأضغاث في خوافقنا، كالمغتصبات والمستوطنات
نهبوك يا وطني ولم يبق فيك أي شيء من الخيرات والثروات
امتلأت بطونهم وكروشهم بأكداس وأكياس من مليارات الدولارات
أين خبأوا كل تلك الحمولات من أطنان الأموال المنهوبات؟؟؟!!!
إنهم زرعوا في قلب كل عربي أصيل شتى أنواع الميكروبات والحشرات
بذروا في نفوسنا السم، والزقوم والعلقم، وطعموها بأصناف عديدة من الآفات
وشيدوا لنا مستقبلاً مظلماً ، بشعاً مشبعاً بالفيروسات والملوثات
من يطهر الأوبئة والأدران يا بلادي من سمائك وأرضك المنتهكات؟؟!!
من يزيل عن ثراك جبال الركام والحطام من المدائن المهدمات؟؟!!
لن تزيلها كل المطهرات، والأدوات، والمعقمات والمبيدات.
يا وطناً عربياً أنهكني؛ يا وطناً تسفك دمي وتذبح إخوتي وأحبتي
إنا نحيا في زمن الأيام، والأوهام، والأحلام السوداوات الحالكات
إنا نحيا في زمن الردة والاعوجاج وفي عصر التعرجات
أنا نحيا في عصر التحزبات، والاشتباكات، والاعتداءات
يا وطناً عربياً يهوى الضرب بالكرابيج والهراوات
يا وطناً يجلد من دبر بالأسياط، وقضبان الحديد والعصوات
يا وطناً لا يشبعه لهيب النار والضرب بالخرزانات
ألم يهترئ قفاك من أورام الضربات والجلدات؟
يا وطناً تعمقت في أحشائك الخنادق، والأخاديد والحفرات
يا وطناً مطوقاً بالأركام، والحطام، والمشانق الداميات الشاهقات
يا وطناً نخرت عظامه وبقاياه عصابات الطواغيت والنفايات
إلى متى ستظل أجواؤك وحدودك مفتوحة لكل الغزوات؟!
إلى متى ستظل فريسة للطغيان، والشيطان والحيوانات؟!
إلى متى ستظل أنت تتجاهل قصتي، وهويتي وقضيتي؟!
متى ستعود إليك مرابع عروبتي وأنشق منك عبق حريتي؟!
متى ستولد فيك من جديد براعم الزهرات والحريات؟!
متى سترفع في فضاءاتك أعلام الأخوة ورايات النخوات؟!
متى سترقص فيك أنشوداتي، وأغنياتي ويراعاتي؟!
متى سترفرف فيك أعلام أشعاري وراياتي؟!
متى تتحرر من الأنيار ومن قضبان الزنزانات؟!
متى أستطيع أن أبعث إليك بتحياتي وقبلاتي؟!
متى يا موطني تعانق حروفي وتحضن قصيداتي
ومتى يا أمنية الفؤاد يا قدس المدائن تنعتقي من حد الحربات؟!
متى تؤوبين طليقة اليدين، والقدمين والنظرات؟!
يا قدس يا أرض الرسالات، والنبوات والمعجزات؟!
متى تفك قيودك يا حبيسة الشمس، والأقمار والنجمات؟!
متى نحج إليك في مواكب السيارات، والحافلات، والناقلات والطائرات؟؟؟!!!
هذه ليست أضغاث أحلام، ولا كوابيس، بل هي أسمى أمنياتي.
بقلمي د. أحمد محمود