" بيروتُ فاتنتي "
بيروتُ فاتنتي يُزينُها القمَرُ ............... حبيبتي طابَ لي في ليلِها السَّهرُ
حيّوا بلادَ الفنيقيّينَ ذاكرتي ................السندُ تعرفهم والهندُ قد عبروا
فالبحرُ قد رَكبوا والأرزُ سلعتهم...........فسادةُ الأرض ِ من راياتهم غُيرُ
جبيلُ قلعتهم وصورُ قد صنعت .......... صباغَهم أُرجوانياً بهِ اشتهروا
و الأبجديةُ لا تخفى على فطن ٍ ........و جلّ ما اخترعوا في الأرضِ مُدّخرُ
كم أمّة ٍ سَلَبَت ديارهم جشعاً ............. ديارُ مفخرة ٍ غنّت لها البشرُ
بيروتُ سيدةُ الدنيا أحنُّ لها ............. على جوانبِها الجبالُ والغُدُرُ
و البحرُ يحضُنها كعاشق ٍ وله ٍ.......... غنّاءُ في قلبها الورودُ والشجرُ
وقفتُ في غربها وما رأيتُ ندى ......... فهزّني الشوقُ حتى كِدتُ أنفَجِرُ
ودُرتُ فيها كتائه ٍ لأسألَها.................عِمّن تلوّعُني فما لها أثرُ
حتى وصلتُ لدار ٍ أهلُها رحلوا .......... والدارُ ساكنةٌ تحنو لمن هجروا
دمعي على عتبات ٍ من حجارتِها .........فالناسُ دمعٌ فلا صخرٌ ولا حجرُ
ناشدتُ جدرانَها يا ليتها نطقت ........... كيفَ السبيلُ إلى أن تنطقَ الجدُرُ
فقدتُ قاتلتي وصنتُ ذاكرتي .............وقلتُ لا ينفعُ البكاءُ و الكَدَرُ
لا الناسُ خالدةٌ لكِنَّ أرزتنا............. ولستُ في الدير ِ لا أُنسٌ ولا سمرُ
بيروتُ غاليتي بيروتُ فاتنتي.............. لولاك ِ قهرَ الزمان ِ كنتُ أنتظِرُ
بقلمي ابو ميشال بركه