قصيدة: " أضغاث أحلام وكوابيس" –
شعر د. أحمد محمود –
الثلاثاء 11 تموز 2017
القصيدة طويلة تنقسم إلى سبعة أجزاء – أنشر الجزء الثالث منها.
(3)
مددت يدي إلى ظهري وتلمست ما تبقى من فقراتي
يا ليتني لم أخط على آثار تلكم الخطوات
مددت يدي مرة أخرى مرتجفة ببعض الترددات
تلمست أصابعي المكان بالارتعاشات والارتجافات
وشعرت بأن أخطبوطاً التصق في شعيراتي
يا وحشاً آت من عمق البحيرات و المحيطات
كيف زحفت من هناك وهاجرت من بين الصخرات؟!
تلمست موقع ألمي مرة أخرى فشعرت بحريق الشظيات
كانت أحلامي تقذف بالمدافع، والصواريخ والراجمات
ربما تكون شظية أصابتني بها صواريخ الطائرات
مغروسة في جسدي وكأنها شظية جاءت من شظايا القاذفات
آه يا وجعي! من عز النوم أفقت من وقع الوخزات والضربات
هل كنت أحلم بأن تنيناً قيدني، أو مزقني بالعضات؟!
أم أنه كان يرعبني بنيران فكيه الفاغرات اللاهبات
آه تذكرت! إني رأيت نمراً شرساً يمتطي متن الموجات الهادرات!
هرولت بعيداَ ناجياً بنفسي من شرورٍ شديدات قادمات
وعلى رمال الشاطئ تجمعت المدرعات، والدبابات بالعشرات!
ربما كان آخر مشهد في منامي ركام المدائن المحطمات
ودخلت في جسدي عنوة ورست بين الفقرات
قطعة خشب، أو حجر أو أسمنت أو حديد من البيوتات المدمرات.
واحسرتاه فقد أثخنت أجسادنا بجراحات السكاكين، والحربات، والمديات!
وامتلأت شوارع أحلامنا وجداول أعمارنا بالمفرقعات والمفخخات!!!
وغدت كل لحظة في حياتنا، ليلاً أو نهاراً، كوابيس وأضغاث أحلام مرعبات!
آه يا وطناً عربياً، يا صنماً مصلوباً ترجم يومياً بالأحذية والجزمات!!!.
لم يبقوا لنا حلماً جميلاً وكل شيءٍ غدا مغلفاً بالسراب، والضباب والهلوسات.
بقلمي د. أحمد محمود