لَنْ أَصْمِتْ
لن أَصْمِتَ عُذْراً يا وَطَني
فالشَّرَفُ الأرفعُ قَدْ ضَاعْ
وَلِصَوْتِ مَدينتَكُمْ قَدْ عَزَفَتْ
ناياتُ القَتْلِ بِهَا أوجاعْ
وانْتَحَرَ الشَّرَفُ الأسمى وانْكَسَرَتْ
أوجاعٌ قَدْ كَرِهَتْ رِيْشَاً وَيَراعْ
هَلْ أَصْمِتُ دَوْماً حتى لا يبقى
لَيْلٌ وَشِراعْ
***
لن أَصمتَ في بابِ مَدينَتِكُمْ
لن تَعْشَقَ روحيْ وُجْهَتكُم
ما باتَ القلبُ به ألمٌ
ما قادَ الجيشَ رُعاعٌ وَرعَاعْ
ما باتَ الصانعُ يَبْحَثُ عنْ ُصنَّاعْ
مادامَ الأمرُ وقدْ أَوْدَى
بكرامةِ وَطَنٍ أو ضَاعْ
***
قد اكتبُ يوما قَدْ اعشقُ يَوْما
قَدْ أَسْرِقُ يَوْماً بَسْمَتَكُمْ
فظَلامُ الليلِ لقَدْ راعْ
لم يَبقَ في وطني شَأْنٌ
قَد ضَاعَ الشأْنُ وقد ضاعْ
***
لنْ يَصمِتَ قلمي أو يَخْبُو نُوري
فالحرفُ الأسمى من وُجهَتِكُم
من وقعِ مُصيْبَتِكُم أمسى بِضياعْ
وَلِقَتلِ طُفولتَكُم أنواعٌ تتلو أنواعْ
قد ضاعَ الشَّرفُ الأسمى
منْ عينِ عُروبَتِكُم قدْ ضاعْ
وانتْحَبَ الطفلُ على أعتابِ مَدينَتِكُمْ
يَحبُو ينتظرُ وَداعْ
وَلهيبُ النارِ وقدْ أوْدَى
بالجسمِ ولمْ تَهدأْ أوجاعْ
***
لن أصمتَ في بابِ مدينتكُمْ
لن تعشقَ روحي أَرْوِقَةً
مادامَ الذُّلُ يُلاحِقُكُم
وبحارُ الدَّمِ وَقدْ نَسَجَتْ
عنوانُ الصَّمْتِ بلا راعٍ أو راعْ
والثَّكلى قَدْ صَرَخَتْ من دونِ قِناعْ
أبناءُ العُربِ هلْ أضْحى
عشقٌ للذُّلِ متاعٌ ومتاعْ
***
لن أصمتَ في بابِ مدينتِكُمْ
لن أعشقَ يوماً ماضيكمْ
وسأمحو كل مآثِرِكُمْ
وأرتبَّ أوراقي الثَّكلى
كي تَنْدَبَ يوماً مَلقاكُمْ
من دونِ وداعْ من دونِ وداعْ
***
الشاعر : محمد العصافرة * فلسطين * بيت كاحل *