قصيدة: " أضغاث أحلام وكوابيس" –
شعر د. أحمد محمود –
الثلاثاء 11 تموز 2017
القصيدة طويلة تنقسم إلى سبعة أجزاء – أنشر الجزء الثاني منها.
(2)
زجرني صوت صاخب كهدير الموج يتحطم على الصخرات
أيقظني كي أكتب شعراً من نسج خيالاتي ومفرداتي
أرقني ناقوس الشعر لأعزف على أوتار قصيداتي
زجرني من نومي كابوس مر يوجع بالأسواط
وصحوت على وجع يؤرقني ويوخزني في رقبتي
ما هذا؟! أكرباج الأوهام يصحيني ويثير آهاتي؟!
ويك حشاشتي! ما عادت هدأة نومي وغفوتي
تسبح على أديم الغدران، والواحات والبحيرات!
ما عادت تمتد طويلة في عمق حنايا ليلاتي!
كالإنسان الآلي دفعت بعيداً بعصابة عيني ووساداتي
وجلست على سريري أتفقد بعضاً من سحابات إيحاءاتي
يا هذا الوجع الزاحف بين أكتافي كالأفاعي المرقطات
يا هذا الألم الآتي من أعماق المتاهات والظلمات
من أين أتيت لتزورني وأنا في أوج رقادي وسباتي؟
هذي سياطك تجلدني وتوجعني، وأنا فقدت كل دفاعاتي
مهرجان ضجيج وتعذيب أحاطني من كل الجهات
آلام تبرحني، وكابوس أقض مضجعي، وجردني من نعاسي وبياتي
انتفضت واقفاً على قدمي والعتمة تطوقني وتقيد نور حدقاتي
كابوس هيمن على جسدي وجاء يجردني من هدأة نومي بالجلدات
عفاريت الليل اغتالت نومي وحاصرتني في غرفتي
وحراب الظلمة البهيمة تغللني وتنحر بريق دمعاتي
سواد، وظلام، قاتم حتى غدوت محاطاً بضباب من الفحمات
أنياب القمع الليلي والأرق القاسي تنهشني في العتمات
وأحسست بأنني مكبل بأصفاد الحلكة والزنزانات.
بقلمي د. أحمد محمود