أنا حقاً أُحبك ياسيدتي..
...لكن رسوم الغاز والكهرباء وبنزين السيارة...
...ورسوم مدرسة الطفل..
..وألبان الطفل وملابس الطفل الباهظة التكاليف..
..وطاحونة العمل وطوابير الخُبز وطوابير التموين ...
..وغلاء سيجارة أنفاسي اللاهثة..
...وفنجال قهوتي التُركي المُحبب بالهال..
..كل هذا ياسيدتي وأكثر
...لم يجعلني أُلاحظ أنكِ ما زلتِ شيئاً مُهماً جداً في حياتي..
..رغم أننا في منزل واحد وحُجرة واحدة ولا نلتقي..
..إلا علي فتراتٍ قليلة لا تُقاس بعُمر الحُب الكبير بيننا..
... آسف ياسيدتي فكل هذا لم يدع لي مجالاً للحٌب...
...فاعذريني ياراعيتي سنلتقي قريباً وقريباً جداً...
...عندما يكبرُ الطفل ويصيرُ رجُلاً يتولي شأننا..
...عندها فقط سنكون كالشجرة العجوز التي تنتظر النهاية المحتومة..
...بعد أن وقعت أسنانها وتخَّشبت أظافرها واستطالت وتعَّرت أغصانها..
..وسقطت أوراقها ويبِست نهودها فلم تعُد تُثْمِر لبن الحياة...!