فتيات القصر
ما إنْ قَدِمْتُ إلى الِجنَانِ مُصافِحَـــــــــــــــــــــــــاً
وَعَشِقْتُ منْ طَرْفِ الوُرودِ نَدَاهَـــــــــــــــــــــــــا
***
وَنَظَرْتُ شَمْسيْ تَسْتَحِمُّ بِنورِهَــــــــــــــــــــــــــــا
وَيُغازِلُ الصَّبُّ العشيقُ بَهَاهَـــــــــــــــــــــــــــــــا
***
وَأَفاضَ حُسْنٌ للريـــــــــــــــــــــــــــــاضِ بِهَمْسِةٍ
أَفْضَتْ قُلوبٌ للهوَى بِهَواهَـــــــــــــــــــــــــــــــــا
***
وَتَهَيَّأَتْ تَرنُــــــــــــــــــــــــــــــــــو بِعَيْنِ عَشيقَةٍ
سِرُّ العُيونِ وَما عَشِقْتُ سِواهــــــــــــــــــــــــــــَا
***
حَتى لَثَمْتُ من الزُّهورِ عَبْيَرهَـــــــــــــــــــــــــــا
وَأفَضْتُ منْ رُوحِ النَّدى بِنَداهَـــــــــــــــــــــــــــا
***
وَرَوْيْتُ شِعْرًا غَازَلتَنِيْ حُــــــــــــــــــــــــــــروفَه
وَرَسَمْتُ في وَجْهِ الضِّيــــــــــــــــــــــــــاءِ سَمَاهَا
***
وَثَمِلْتُ منْ كَأْسِ الجمــــــــــــــــــــــــــــالِ بنَظْرَةٍ
وَغَنِيْتُ مِنْ دُنيَا الجمالِ دُنَاهَــــــــــــــــــــــــــــــا
***
وَضَمَمْتُ خَصْرَاً قد تَثَنَّى يَرْتــــــــــــــــــــــــــديْ
هَمْسَ اللقاءِ مُبارِكاً لِلِقاهَـــــــــــــــــــــــــــــــــــــا
***
أَغْضَتْ زُهُورٌ بالحيـــــــــــــــــــــــــــاءِ وَتَمْتَمَتْ
وَتَهامَسَتْ تُفْضِيْ لِرَوْعِ شِفَاهَــــــــــــــــــــــــــــــا
***
وَتَغامَزَتْ تَرجُو نَوالَ وِصـــــــــــــــــــــــــــــالِهَا
قَدْ عَانَقَتْ قَبْلَ السَّلامِ يَدَاهَـــــــــــــــــــــــــــــــــــا
***
فيها الهَوى قَدْ صَارَ يَنْعَتُ هَائِمَـــــــــــــــــــــــــاً
فيها الجمالُ مُعَطَّراً بِشَذاهـــــــــــــــــــــــــــــــــــَا
***
فيها العُيونُ وَقَدْ تَبَدَّلَ سِحْرُهَـــــــــــــــــــــــــــــا
لما رَأَتْ سِحْرَ العيونِ رَمَاهَــــــــــــــــــــــــــــــا
***
تَنْسابُ رِفْقَاً والمياهُ خَجُـــــــــــــــــــــــــــــــــولةٌ
تُغْني القلوبَ بِسِحْرِهَا وَرُؤَاهَــــــــــــــــــــــــــــــا
***
وَلِرَوْعِهَا قامَ الجمالُ مُنادِيـــــــــــــــــــــــــــــــــاً
وأفاضَ يهذي من بهاءِ سَناهَــــــــــــــــــــــــــــــا
***
فيها اثنتانِ من الحِسانِ كأنَّهــــــــــــــــــــــــــــــــا
قمرٌ أَطَلَّ مُهَللاً لِلِقَاهَـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا
***
قَدْ قامَتا والعشقُ يرقُـــــــــــــــــــــــــــــصُ يَنْتَشيْ
وَتمايَلَتْ وَتَغامَزَتْ عَيْنَاهـــــــــــــــــــــــــــــــــــــا
***
وَتهامَسَتْ تِلكَ الوجـــــــــــــــــــــــــــــــــوهُ حَيِيَّةً
تُبدىْ وِصالاً واللِّقاءُ مُنَاهــــــــــــــــــــــــــــــــــــَا
***
وَتَمايلَتْ تِيْهَاً تُغَنِّىْ عَلَّهَـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا
تَحْظى الشِّفاهُ بِقُبْلةٍ تَرعَاهَــــــــــــــــــــــــــــــــــــا
***
تَهْذيْ سُكارَى والعقولُ بها الهَـــــــــــــــــــــــــوى
والرِّيْحُ تَعْبَثُ بالشِّعُورِ نُهَاهَــــــــــــــــــــــــــــــــا
***
فَأَجَبْتُ جِسْمَاً في هَوايَ قَدْ انْبََــــــــــــــــــــــــــرى
وَمعَلِّلاً يرجو الوِصَالَ دَعَاهَــــــــــــــــــــــــــــــــا
***
فَلَثَمْتُ في شِفَتِيْ رُضَــــــــــــــــــــــــــــابَ عَشيقَةٍ
غَنَّى الهَوَى حتى استبانَ مُنَاهَـــــــــــــــــــــــــــــــا
***
لمَلْمَتُ ما أبقتْ بِجِسْمِيَ من هَـــــــــــــــــــــــــــوَىً
وَتَرَكتُ قَلْبَاً يَكتَويْ بِهَواهَـــــــــــــــــــــــــــــــــــــا
***
الشاعر : محمد العصافرة * فلسطين * بيت كاحل *