65
*** للطَّيّبين ... *** الطويل ***
إهداء إلى .. معلمون شعراء .. فرع نقابة إربد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إذا كنتَ في الدُّنيا أديباً وَطَيِّباً
فإنّي على الْأطْيابِ أبكي تأسُّفا
فَماذا جَنى الْأطْيابُ مِنْ طيبِ نَفْسِهِمْ
سوى نَظْرَةٍ بالْعَطْفِ تَقْتُلُ بالْخَفا
زَمانٌ عَلَيْهمْ كانَ بالهَمِّ مُقْبِلاً
وَبالْفَرْحِ دوماً كانَ يُعْطيهِمُ الْقَفا
سَلامٌ على الْأطْيابِ مِنْ غَيْرِ مِنَّةٍ
سَلامٌ على الْأغْرابِ عاشوا تَعَفُّفا
أُناسٌ عَجينُ الطِّيبِ بَعْضُ صِفاتِهِمْ
وَلكنْ إذا جاؤوا لِنادٍ تَأفَّفا
وَلا خَيْرَ بالْإخْوانِ ماتَتْ قُلُوبُهُمْ
وَكانوا لِأهْليْهِمْ كما الدَّمْعِ واكِفا
إذا الْفَقْرُ لِلْأخْلاقِ أوْدى بِصَرْحِهِ
فَإنَّ الْغِنى أطْغَى النُّفوسَ وَأتْلَفا
فَكُنْ أنْتَ مَعْنىً لِلْحَياةِ وَسَيِّداً
فَلا عاشَ مَنْ يَحْيا بِها مُتَعَجْرِفا
سَيَعْرِفُ كلُّ النَّاسِ طُهْرَكَ خالِصاً
وَيَغْرَقُ مَنْ بالرِّجْسِ كَيْفَ تَصَرَّفا
حَياةٌ أبَتْ إلّا اعْوِجاجاً .. وَإنَّما
بِأفْئدَةٍ كلُّ السَّوادِ تَلَحَّفا
سَيَعْرِفُ كلُّ النَّاسِ أنَّ مُعَلِّماً
قَضَى الْعُمْرَ مَنْسيَّاً وَعاشَ مُخَلَّفا
فَلا كانَ أقْوامٌ لِحَقٍّ تَجاهَلوا
وماتَ بِذُلٍّ مَنْ لِظُلْمٍ تَألَّفا
مُعَلِّمُنا مِنْ أطْيَبِ النَّاسِ سُمْعَةً
صَبورٌ وَما يَوْماً لِظُلْمٍ تَزَلَّفا
مُعَلِّمُنا خُبْزُ الشَّعيرِ لِفاقَةٍ
وَإنْ شَبِعوا ذَمُّوهُ حتّى تَأسَّفا
نَقابَتُنا في الظُّلْمِ مِثْلُ وَزارَةٍ
وَمُجْتَمَعٌ عادَ الْمُعَلِّمَ أُتْلِفا
وَلَيْسَ بِغَيْرِ الْعِلْمِ تُمْحَى ضَلالَةٌ
وبالْعَدْلِ والْأخْلاقِ تَحْيا مُشَرَّفا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلمي / حسن علي محمود الكوفحي .. الأردن / إربد