هذا اقصيد محاكاه لاحدى قصائد المتنبي

((دمع جري فأسرى من الحزن ما وجبا))

دمع جري فأسرى من الحزن ما وجبا
وعيون قيحت من ضروس هجرا وكذبا

وليلا امتطى خيوط السواد متشحا
رداء الضيم فيه الندم قد عجبا

وفراق اذكي مدامع العشق من حمما
إلا لقلباً ناده الشوق و حنينه قد ذهبا

أما ضمرت لنا هواجس كنا لها رددا
وبيات الظن قد عاشر للهجيات نصبا

كما لسفينة عبرت لج البحور مددا
فيما سّوائلاً للجفون ما جافت نضبا

هواك دمع الأحزان ما فارق لي عددا
في سبحه مد الأضواء شؤم شهبا

ف قرع يا ليل بنداء الغوث تلحدا
جمة رذائل الهجر للوصل كل مستطبا

يهجو الطير شمائل وهني ب عضدا
فهل يفرع الشجر بعد ذبولا وعطبا

أنا ما جثمت للغربة شروقا قد وجدا
وما للشمس مغيبا قبيل غروب لسحبا

وما تمطر السماء بمزنها وفيها زبدا
جلت معالي الأقدار وقلوب العاشقين رهبا

ستكتب الأيام دوائرها بثري ندبا
وليحاك التاريخ بصفحات ملئناها كتبا

فان حان الأجل فالموت أوسع لي من زهدا
والأرض ابرح من شقاق بالنفس ما غلبا

*********************
يحيى نفادي سيد