أَنَا شِعرُاً لَقَي عصرُه
شعر/السيد حسان
أنا شعرُاً لقي عصرُه
ومن يُنكِر مقاماتِ.
بأقداري أنا راضي
وكم أرضي بناياتِ.
إذا أهدت لنا عزفاً
وَأعقَبهُ بُكاءاتِ.
إذا عمري مضي سهواً
ولم يرأف بليلاتي.
ولم يُمنن بما شئتَ
ولم يعبأ بأبياتي.
وأستعلي علي قلبي
وأوأد لي صباحاتي.
سأبقي مثلما كنتُ
نزيهاً عن صراخاتي.
فما حزني يكُن شيئا
إذا يعبُث بهاماتي.
أنا أبقي كما نخلٍ
مضي شوطاً بقاماتِ.
أنا لحناً بناياتٍ
وبدراً في مساءاتي.
أنا صخراً إذا يومي
تمادي في معاداتي.
أنا رُمحاً، وصدري لا
تُباريهُ شهاباتِ.
فمن جرحي تري فرحي
ومن صبري تري ذاتي.
فمن أنتِ لكي تهذي
بقولٍ من خرافاتِ.
يا عمري أنا مقهي
حوي قبلك حبيباتِ.
أنا درباً حظي وجدُ
وكم عانا طعوناتِ.
ولا دُنيا رأت دمعي
ولا نالت بغاياتِ.
فَإِنْ تَلْقَي فَتَي مِثلي
دعت بابي وليلاتي.
فهل أنتِ لنا نِدّاً
لتُرثي بي صباباتي.
سمائي لم تزل حبلي
بشمسٍ ّ بعد غيماتِ.
مفتوناً أنا شوقاً
وطلعي بي عروشاتِ.
مرهوناً بما أغرم
بأن يأكل حِجاراتِ.
وإن في مهجتي شيئا
يعد كفراً بعاداتي.
أنا أرجو هوي يحنو
ولا أرجو خطيئاتِ.
فهل حلمي سري حلماً؟
وما أقسي حماقاتِ.
إذا أهفو إلي حلماً
ولم يسأم بعوداتي.
طباعي لم تخن أصلي
ولو مالت لدمعاتِ.
فما أصلي كما مُلحد
يبع ديناً بباراتِ.
دعي صبحي غريقاً في
خيالي،وابتساماتي.
فما يرقي لنا نبكي
وأن نلعق مراراتِ.
فلا دعوي لمن خانَ
ولا عهداً لرافاتِ.
سبحنا في أمانينا
ولا حذنا ضفافاتِ.
فهل ليلي بها خطباً
ولم تبصر مداراتي.
فلم أرسو إلي وقتي
لدربٍ لمّ أشتاتي.
فلا شرقاً ولا غربا
أري منبت بشاراتِ.
لكم أفني هوي قلباً
وكم أفني مُناجاةِ.
فكن دوماً علي شكرا
إذا تبلي بكرباتِ.
فلا حزنٍ يدم عمراً
ولا جرحاً ومأساةِ.
السيد حسان
