حنين
أزوّارَ حِبّ اللّهِ في القلبِ لهفةٌ
فأدّوا سلامًا للحبيبِ وأكثروا
فواللهِ إنّ الصّدرَ لو باحَ بالهوى
لماتَ عذولي والذي كان يَعذُرُ
وصيحةُ حُبٍّ لو دَهَت حَيَّ ميّتٍ
لقامَ من الأمواتِ فالحُبُّ يَحشُرُ
ولو أنّ ذِكرَ العشقِ من قلبِ نابضٍ
يَدقُّ بصُورِ الذّكرِ في الموتِ يُذكَرُ
وزفرةُ خِلٍّ من جوى البُعدِ واللِّقا
إذا لم تَبُح فيها الخليلُ سيُنحَرُ
يقولونَ أنّ الصَّبَّ من كان صاحيًا
وما علموا أنّ الصّبابةَ تُسكِرُ
شرابُ مُدامٍ من فؤادٍ مُتَيَّمٍ
على كل حالٍ في هواهُ سيُعصَرُ
فإنّ حبيبي حُسنهُ بدرُ طَلعةٍ
إذا سَفَرَت فالصّبحُ منه سيُسفِرُ
فيَرفعُ مَكسوري ويَنصِبُ جازمًا
ضميرَ استتاري فالوِصالُ مُقدَّرُ
أقرَّت له الألطافُ في لُطفِ باطنٍ
ولولا لطيفُ الرّوحِ ما قَرَّ مَظهَرُ
تُداوي له الأنفاسُ بالطِّيبِ فالدّوا
حضورُ طبيبِ النّفسِ بالطِّيبِ يَحضُرُ
فزوروا خليلي فالزّهورُ ديارهُ
وخَلّوا دياري بالحنينِ ستُزهِرُ
مصطفى محمد كردي