قصيدة: " تموز اللهاب" – شعر د. أحمد محمود
– الأحد 16 تموز 2017
امتاز شهر تموز في هذا العام بارتفاع عال لدرجات الحرارة، والأحداث الدامية، وسفك الدماء ، والحرائق والدمار. لذا فإنني قابلته وودعته بهذه الصيحة. ترى هل سيغضب شهر آب ويضرب بعصاً أشد قسوة وحرارة وغلظة من تموز؟؟ما هو رأيكم؟؟
الجزء الثاني
خمسون عاما أمضيتها في البوادي
لم أشهد مثل هذا الاعتداء
وهج قاس في ضيعتنا
يجتاح جميع الأنحاء
عطش متقد لا يروى
وغدت كل الأفواه ظماء
الناس تسير على الثرى
والأرض تغلي بالحوباء والأرزاء
وكأنها تعدو في فرن شواء
وجلودنا احمرت،نضجت وتصدعت
من غير نار أو إناء
من غير شواية أو كهرباء
زحفت أرتال جيوش الشمس كالحرباء
شمس لاهبة تمددت
وانهالت على الأرؤس والأعناق سواء
لهب، وسعير وشواظ يشوينا
اللهم ارحمنا واسترنا
من نار جهنم يوم الشدة والبأساء
يوم تهيج جهنم بنار عمياء
وسرادقها تشوي الأجساد والأحشاء
فتغدو لهيباُ ، وجمراً، ورماداً وأشلاء
حتى الأطيار والأنعام هاجت عطشاً
فراحت تبحث في كل مكان عن قطرة ماء
تموز ولى بناره، ولهيبه وسعاره
وودع الأرض والناس حالماً بموعد آخر ولقاء
تموز أودعتنا ناراً شبت فيها ألسنة اللظى
اذهب بلا رجعة
وخذ معك عصاك الصماء
غادر فإنك أحرقت الأخضر واليابس في بيئتنا
وهاجمتنا بلا حياء أو استحياء
اللهم أجرنا واحمنا
من عذاب نار جهنم الحراء
اللهم أجرنا من نار تحرقنا
وارحم عبادك من جور النكباء
اللهم ارحمهم من حر الرمضاء.
مع تحيات د. أحمد محمود