2017 17تموز – شعر د. أحمد محمود
(7)
قم يا جزار أفق من بين ركام الأحجار
قم فالمسجد الأٌقصى يكاد ينتحر
وكتائبنا وفيالقنا اختبأت في أجحارها كالفأر
فرت من مخالب ذؤبان الغابة كالهر
ما من أثر يظهرها ، لا في الجو، ولا في البحر
ما من أثر لا في الغاب، ولا في السهل، ولا في البر
تعداد الأمة مليار وستمائة مليون يحكمها الشيكل والدولار
وجحافل من أبناء الإسلام تنظر ولا تبصر
أمم وشعوب قهرت لا تنفع ولا تضر
واأسفاه صارت كغثاء السيل تروح وتغدو وتمر
لا صوت لها، لا ذكرى ، لا جلجلة ولا أثر
وتحاصرها جدران الصمت المطبق كالزمهرير في جو مكفهر
مقبرة كبرى وخنادق تأويهم في جوف القبر
إن صالت أو جالت وأرادت للأحداث أن تتصدر
لا يصدر عنها إلا طقطقة آتية من بطن الكر
صم، بكم، عم، وعيون مقفلة تتحجر
تحت سنابك روما تهوي وتئن وتنحصر
وتحت ضربات الصهيونية تنصهر
قم يا قائد قلعة عكا وأغثنا من هذا النير
أنجدنا فالمسجد الأقصى يندثر
المسجد الأقصى يبكي ويحتضر
لن يبقى فيه للتاريخ بعد اليوم شيء يذكر
قم أسعفه من قطعان خنازير يهودا فإنها فيه تنتشر
صارت تحبو في ساحات الأقصى، تتكاثر كالضر
انتشروا في الباحات ففاحت بالرجس والبعر
قطعان يهودا تتهيأ لتبني معبدها المنتظر
وعواصمنا نامت، بل غطت بالنوم وراحت تشخر
أفيون الصمت يخدرها حتى فقدت إحساس السمع والبصر
ها هم عند مداخل أقصانا هجموا كالبقر
هم غربان حطت فوق رؤوسنا وبها راحت تنقر
كأنهم حيوانات وثعابين زحفت من بين الشجر
وحوافرهم داست فوق اليابس والأخضر
واجتاحت كل مدائننا رغم أنوف الموتى، والأحياء من البشر.
مع تحيات د. أحمد محمود