مجلة موسيقى الشعر العربى للشاعر/أحمد الشبراوى محمد

دقّةُ التّعبيرِ القرآني في استخدامِ الألفاظ:

قالَ تعالى (ما خَلْقُكُمْ ولا بَعْثُكُمْ إلّا كَنَفْسٍ واحدةٍ إنّ اللهَ سميعٌ بصيرٌ) لقمان 28

يخبرُنا تعالى في مَعْرِضِ جوابِهِ على مُنْكري البَعْثِ أنّ خَلْقَ البشَرِ عندَه وإماتَتَهم وإحْياءَهم بسيطٌ وهيّنٌ عليهِ جدًّا كَخَلْقِ نَفْسٍ واحدةٍ وإماتتِها وبَعْثِها مِنْ جديدٍ فهوَ على كلِّ شيءٍ قديرٌ ولا يُعْجِزُهُ شيءٌ في الأرضِ ولا في السّماءِوهوَ سميعٌ لأقوالِ المنكرينَ وغيرِهم بصيرٌ بأفْعالِهم. ولكنّنا عندَ التّمَعُّنِ في الآيةِ الكريمةِ نرى أنّهُ سبحانَهُ خَتَمَ الآيةَ بقولِهِ (سميعٌ بصيرٌ) وكانَ سياقُ الآيةِ يقتضي أن يختمَها بعبارةِ (إنّ اللهَ على كلِّ شيءٍ قدير) بأعتبارِ أنّ ماسبقَها يدلُّ على طلاقةِ قُدرتِهِ سبحانَهُ فما السّرُّ في ذلك ؟؟!

والجوابُ عنهُ أنّهُ سبحانَهُ كما يرى ويسمعُ الكائناتِ كلَّهَا في وقتٍ واحدٍ بدونِ خَلطٍ ولا تشويشٍ بينَ كائنٍ وآخرٍ كانّهم كلُّهم كائنٌ واحدٌ فكذلكَ خَلْقُهم وبعْثُهم كلُّهم عندَهُ كَخَلْقِ وبَعْثِ كائنٍ واحدٍ والله أعلمُ. فسبحانَ الّذي وسِعَ كلَّ شيءٍ عِلْما.

المهندس خليل الدّولة

2017/7/25

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 18 مشاهدة
نشرت فى 27 يوليو 2017 بواسطة ah-shabrawy

أ/أحمد الشبراوى محمد

ah-shabrawy
نريد أن نرتقى بالشعر العربى وموسيقاه ونحمى لغتنا العربية من التردى فى متاهات عولمة اللغة تحياتي الشاعر والاديب / أ.أحمد الشبراوي »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

401,375