(( أخر الغسق ))
أيتها الماشية في دروبِ
العتمة
فقد رأيتكِ بأخرِ الغسق
تتمايلين
الليلُ أرخى سدوله
والشمسُ خلف الجبلِ
توارت
نسمات هواكِ أذابت
فؤادي
فأنتِ فيكِ زهر الصبا
وعطركِ أغرى خافقي
لا تدعيني وحيدا…
أسيرا لهواجسي
فسراب حبكِ سبب
عقدة في لساني
لا تعذبيني فأنا في
محبتكِ قتيل
لا ترحلي وتتركِ النار
في قلبي العليل
فدبيب هواكِ في فؤادي
كأنه دما يروي عروقي
القلب أجتهد في أختياركِ
ولن يرضى في الهوى
بسواكِ
ومن شدةِ التوق اليكِ
أدمنت النوم علّكِ تأتي
في أحلامي
لا تحاربِ بعينيكِ خافقي
فسيعلن الأستسلام
ولا يبالي
ما أنْ وقعت عيناي
على جمالكِ
أصبتُ بالسُكرِ وزاد
هذياني
الدمعُ يجري من شدةِ
الوجدِ
ومداد قلمي من
بحرِ أشواقي
فها أنتِ بعد غياب
الغسقِ
تتهادين على الأرضِ
وكأنكِ بدرا ينير
دجى الليل وظلامهِ
كيف لي بالفراقِ غدا
وسيكون الموت سابق
فراقي
هل لي بقبلةٍ لأرتشف
من خمرِ ريقكِ كأنه
الكوثر الذي يروي
الظمأنِ
وهل لي بضمةٍ أحسبها
تطفئ النيرانِ
فإذا بها كانت الوقود لنيراني
بقلمي
عبدالستار الزهيري //العراق