هجر
هجرتَ نعيمي والجحيمُ هو الهجرُ
وقالوا تَصَبَّر عندما هجرَ الصّبرُ
دفنتَ سلامي في سلامٍ وحُرقةٍ
وهل ينفعُ التّسليمُ إن حُفِرَ القبرُ
وودعتَ بالمنديلِ روحي فودَّعَت
ولوّحتَ بالتوديعِ فانمحقَ العمرُ
قتلتَ غرامي باعتذارٍ ودمعةٍ
فكم عَذَرَ الأمواتُ كم سَفَكَ العُذرُ
كأنّ الذي بالأمسِ كان خطيئةً
وحُكمُ الهوى عند المَتابِ هو الغَفرُ
فيا تائبًا بالصّدِّ عنّي فإنني
كفرتُ بدينِ الصّدِّ وانتصرَ الكُفرُ
زهدتَ بحُبّي يا غَرورُ وحُبُّنا
به زهدَ الزّهادُ واغترفَ البَّرُّ
ولو أنّ أهلَّ الدَّيرِ داروا بخُلَّتي
لعادوا لسَنِّ الزَوجِ واحتفلَ الحَبرُ
أموتُ بشَهدِ الخِلِّ خِلًّا وإنهُ
خَليٌّ تَخلّى فالغرامُ له مُرُّ
وأذكرهُ في اليومِ يومي وليلتي
وفي النّومِ حلمي والسّكوتُ به فِكرُ
وإنّي إذا أعلنتُ حُبّي أسَرَّني
ويُعلنُ في تركي إذا كُشِفَ السِّترُ
سأجهرُ في شِعري ونثري بصبوَتي
وأخطبُ بالعُذّالِ إن لَزِمَ الأمرُ
وأنشرُ ضُرّي كي يذوقوا صبابتي
عسى الطِّبُّ أن يأتي إذا نُشِرَ الضُّرُّ
أبيتُ على الآهاتِ في كل ليلةٍ
وأصبحُ في التّنهيدِ يغدو به الصّدرُ
فإعرابُ حالي من إضافةِ نَفيها
كعِلّةِ مَكسورٍ وقد جُهِلَ الكسرُ
مصطفى محمد كردي