مجلة موسيقى الشعر العربى للشاعر/أحمد الشبراوى محمد

لغتنا الجميلة

 

في علم العروض و القافية

 

في عيوب القافية

 

لا شك أن شعراءنا على علم كامل و تام بعيوب القافية ، الا أنه يبقى هناك العديد أو الكثير من الشعراء المبتدئين و الشباب الذي قد يفوتهم الكثير من علم القافية و شروط البناء عليها أو بناء القصيدة .. لذا فقد توجهت اليهم لتبيان هذه العيوب في مقالات علها تفيدهم و تكون طريقا لهم في تبين السلوك الصحيح في قرض الشعر .

و أول هذه العيوب

" الا قواء "

كنا تحدثنا في بحوث سابقة ، عن القافية و الأحرف التي تتألف منها ، و أنواعها و الشروط الواجب توافرها ، لتكون خالية من العيوب المكروهة .

و سنتحدث اليوم عن ما لايجوز للشاعر ، و عن العيوب التي قد تقع في القافية ، و التي يتوجب على الشاعر الابتعاد عنها .

تقسم القافية الى ثلاثة أشياء : أصول و حروف و حركات .

فالأصول هي : المتكاوس , المتراكب ، المتدارك ، المتواتر و المترادف . و سميت كذلك وفقا لحركات حروفها ( و قد تحدثنا عنها تفصيلا في بحوث سابقة ) 

و الحروف هي : الدخيل و التأسيس و الردف ، و الخروج و الوصل و الروي . ( تكلمنا عنها أيضا سابقا )

و الحركات : التوجيه و الاشباع و الرس و الحذو و النفاذ و المجرى

أما العيوب التي ترد على القافية ، و هو ما يهمنا في هذا البحث فهي أربعة ، وهي : الاقواء ، و السناد و الايطاء ، و الاكفاء ، و أضيف اليها خامسا وهو التضمين ، وهو أن البيت لا يتم معناه ، الا بالبيت الذي يليه ‘ وهو من عيوب الشعر المكروهة .

وقد أورد أحد الشعراء هذه العيوب في أبيات :

القوافي مخمسات ثلاث ... حركات و أحرف وفساد

فابتداها رس وحذو و اشبا...ع و مجرى و في النفاذ العتاد

و الحروف الروي و الردف و التأ... سيس و الوصل و الخروج العماد

و العيوب الايطاء و الاقواء والاكــ ... ــفا و فيها التضمين ثم السناد

و سنتحدث اليوم عن الاقواء ، وهو عيب يقع في حرف الروي من القافية ، و قد علمنا ما هو حرف الروي في مقال سابق .

و الاقواء هو تغيير حركة حرف الروي بين بيت و الأبيات اللاحقة ، و هو عيب كان يقع قيه العديد من الشعراء ، حتى فحولهم ، ومنهم النابغة الذبياني في قصيدته المشهورة " المتجردة " و التي يقول في مطلعها :

أمن آل مية رائح أم مغتدي ... عجلان ذا زاد و غير مزودِ

زعم البوارح أن رحلتنا غد .. و بذاك خبرنا الغداف الأسودُ

و الغداف : هو الغراب .

ونلاحظ أن البيت الأول ، جاء حركة حرف الروي فيه على الكسر ، بينما في البيت الثاني جاءت حركته على الضم .

و قد نُبه النابغة الى ذلك مرارا ، فلم ينتبه ، حتى دخل يثرب ، فطلبوا من قينة أن تغني له هذه القصيدة ، على أن تبطئ في غنائها للبيت لدى وصولها الى هذا العيب ، فانتبه الى ذلك ، و قام بتصحيح البيت كما يلي :

زعم البوارح أن رحلتنا غد ... و بذاك تنعاب الغرابِ الأسودِ

و قال : 

دخلت يثرب و أنا ألحن في الشعر ، و خرجت منها و أنا أشعر الناس .

و هذا ما حدث أيضا للفرزدق حيث يقول مادحا الخليفة عبدالملك بن مروان :

مستقبلين شمال الشام تضربنا ... بحاصب كنـديف القطن منثورِ

على عمائمنا تلقى و أرجلنا ... على زواحف تزجى مخها ريرُ

و كلمة رير : تعني رقة في المخ .

نلاحظ أن لفظة " منثور " جاءت في البيت الأول ( على الخفض ) و أن لفظة " رير " جاءت في البيت الثاني ( على الرفع ) 

قال ابن أبي اسحق للفرزدق مشيرا الى لفظة رير : أسأت ! فموضعها رفع .. وان رفعت ، أقويت ( مشيرا الى عيب الاقواء ) .

عندها قام الفرزدق بتغيير عجز البيت على الشكل التالي :

على زواحف تزجيها محاسيرِ

حيث أتي بلفطة مخفوضة الروي لتتناسب مع روي البيت الأول .

لذا لم يعد يسمح للشعراء ، بوقوع هذا العيب في أشعارهم ، مع أنه قبل ذلك ربما كانوا يتجاوزون عنه .

اذن فان الاقواء ، هو اختلاف حركة الروي بين بيت و آخر ، وهو من عيوب القافية .

....

خالد ع . خبازة

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 27 مشاهدة
نشرت فى 13 يونيو 2017 بواسطة ah-shabrawy

أ/أحمد الشبراوى محمد

ah-shabrawy
نريد أن نرتقى بالشعر العربى وموسيقاه ونحمى لغتنا العربية من التردى فى متاهات عولمة اللغة تحياتي الشاعر والاديب / أ.أحمد الشبراوي »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

402,517