في رُبُوع الله
رحلة في رُبُوع أرض الله
غفوتُ وأنا في حُلم أتمناه
أصحو لأحقق حقيقة
على أرض الواقع
مسافات بين الجبال والوديان
سيراً على الأقدام
خطوتُ الخطوة الأولى
في الصباح الباكر
أتوكل على الله
وضعتُ هدفي في مخيلتي
لقلعة رومانية على كَتِف جَبَل
الطريق تقطع الأنفاس
صعود عامودي قاسي
مِن بِقاعَصِفرين لِسِير الضَنِيَة
مروراً بِقُرى معتددة
مناظِر ساحرة
أحْفاف فوق بعضها البعض
رُصت بحجارة صَنعَها الأجداد
وكأنها أَدْراج عملاقة
على عَتَباتِها زُرِعت بساتين
مِن مشمش وخوخ ودُراق
تفاح إجاص و كَرْمَة
بيوت مُتراصَة مُنتشرة
تجمعهم روح العائلة
هنا بيت الأخ والأخت
يلاصقه بيت العم والعمة
والخال والخالة
في بعض القُرى كنيسة وجامع
للأمانة كل ما تراه جميلاً أخاذ
يحفر في وجدانك
صور مِن إبداعات الخالق
لوحات خارقة فوق كل القُدُرات
رب عظيم في خَلقِه
تنظر مِن بعيد
مشهد مِن فوق
تسبح بمجده على بَديع صَنيعِه
وللأَسَف لا بُد من خُرُقات
وتشويه في كل المجالات
ان كان في النفوس الضعيفة
تراها في المدنيات
مَدَنِيَة لم نفهمها
نظافة وترتيب
وزوق واخلاق
و يشوه كل ما هو جميل
ولو ُسأل عن هذا لقال
"ليش هي واقفة عليّ"
لهجة لبنانية
بكتيريا في التفكير
على قياس المنطقة
منتشرة هنا وهناك
مناظر تجرح الفؤاد
على طول الطريق
أسِيرُ ونظري مرفوع الى الأعلى
أُسَبِح بحمدِ الله على إبداع صُنْعِه
وصولاً لبلدة السْفِيرَة
و صعوداً حتى وصلت أرض القلعة
عمرها مئات السنين
جلستُ أتأمل كيف عاش الناس هنا
و أسأل حجارتها المُبَعْثَرة
أين هم بناتكِ وملوككِ وجيشكِ
أين هم أُناسُكِ
رجال ونساء و وِلْدَان
تجيبني الكل رحل
شهدتُ حياتهم ورحيلهم
يا رجل أصبحتَ بعمر الستين
جئت تودعني وغداً سترحل
و أنا أبقى إلى أن يرث الله
الأرض و مَن عليها
أكثر من اربع ساعات سيراً
تحملني اقدامي
وعدتُ أدْرَاجِي لِمنزلي
رحلةٌ كانت ممتعة
أخذتْ مني ثماني ساعات
ستعيش معي ما تبقى من عمري
وترحل معي
كل مَن عليها فَان
ويبقى وجه ربك
ذو الجلال والإكرام
ما أجمل خلق الله
شكراً.. شكراً... شكراً...
ربي بديع السماوات والأرض
كم انت عظيم و كريم...
بعطفك وكرمك أكرمتني
اللهم إرحمني... فوق الأرض...
وتحت الأرض... ويوم العَرْض
عبد العظيم كحيل