غربة حب
أمرُّ ببابِها مثل الغريبِ
وتلمَحُني فتَهربُ كالرَّعيبِ
كأنّا لم نكن جسدًا وروحًا
ولم نشرب بكأسٍ من قريبِ
ولم نُشعِل جوارِحنا نعيمًا
وما هَمَعَت هَواطِلُ في اللَّهيبِ
كأني ما لمستُ لها شفيقًا
ولم تَمسح هَلوعًا في وَجيبي
مشيتُ على وَجيعِ القهرِ أبكي
تُحَرِّقُ مِشيتي قلبَ الكئيبِ
فهل هانَت مشاعرُنا فبِتنا
كحبّاتِ الرّمالِ على الكثيبِ
وما رَقَّت و سيفُ البُعدِ يُدمي
فؤادًا شَمَّ مِسكًا للحبيبِ
جلستُ بقُربِ مَسكنِها كليمًا
ألملمُ من شتاتي و النّصيبِ
وأذكرُ أنني عند اقترابي
لدارِ الحِبِّ تَفتحُ لي بطِيبِ
ويَرقُصُ ثَغرُها فرحًا و تُهدي
لذيذَ القُربِ في الرَّبعِ الخَصيبِ
فأنسى في مَحافلِها همومي
وتأخذُني لفجرٍ في المَغيبِ
و مازالَ التَّوَلُّهُ و التياعي
يَقضُّ مَضاجِعَ الزَّمنِ العجيبِ
هَوَت كَفٌّ بلَهفَتِها هَتوفٌ
على كَتِفي و نادَت بي حبيبي
مصطفى محمد كردي