(( مرايا الشعر ))
سأعتزل القريض وقوم بقعة
كبائنة الطلاق بدون رجعة
على ما فيهم ذاك الفقيري
عصام قد عصا بالذوق ربعه
لما كذبت في شعري ادعاء
وما صدقتني بالشعر فقعة
فأعذبه بأكذبه لماذا !!؟
يموت بحمقه من رام بدعة
كمن قد ظن بالتمساح حزنا
ليحنو عليه حين أخال دمعه
فصدقه المدامع كيف يأتي
إلى تمزيقه الفين قطعة
فكم تفني الحماقة من رجال
بجهلهم قضوا والعقل صنعة
وذاك لأنني منهم وفيهم
أضل لنعمة العقل المشعة
لترسلني الحماقة في غواها
طريق لا يرى للبرق لمعة
ولا حي يرى إلا بقايا
رميم عظام نافقة ببقعة
أسير تغنيا لا هم عندي
كأني سائر في وسط جمعة
لعلي بحمقي الأشقى اتجاها
اصور في مرايا الشعر متعة
لأبدو مثلما صدقت أبدو
فنادى من ثنايا الغيم ، سرعة
فلم اعرفه او أدرك لمغزى
يكررها صدى الآفاق سمعه
فتابعت المسير عساه خيرا
وإذ بمصادفي المنساق دفعه
بفاتنة تمايل في خطاها
كأجمل ما يرى بالأرض روعة
كساها حسنها منها وفيها
وميزها بها في العين وقعة
تفرمتني بذاكرتي لأنسى
وتوقد في حنايا الجوف شمعة
أعود بها حياتي من جديد
وعمري في زهور الحب طلعه
معايشة الهوى في شم زخم
تنفسه ربيع الروح نقعه
فترجعني طبيعتها قريضي
وكنت لنظمه من غير رجعه
لألبسه كثوب في هواها
بيوم العيد أو في يوم جمعة
فعد لي يا قريضي كي تعني
على بوح تفجر منه نبعه
وسال بعذبه الأنثى واسقى
عطاش الذوق والأشعارجرعة
لكيما اهيم في كل البوادي
ووديان بها الشعراء هرعة
أعبر ما يجيش به شعوري
ومن عذب الحشا الأشواق لوعة
فاختزل المعاني في بناها
على تشييدها بالنظم قلعة
إليك الشعر ملهمتي وفيك
أسير بنظمه الإحساس طوعه
فلست أرى الذي عكسته مني
مرايا الشعر والتهيام خدعة
شعر / موسى غلفان واصلي