خيل السِّحر
طرقتُ الهوى غِرًّا فضاقَ به صدري
وكم من خبيرٍ لا يطيقُ على خُبرِ
ظباءُ خدورٍ والعيونُ مكائدٌ
وفي الرمشِ سهمٌ والزؤامُ به يسري
وما كنتُ قبل الطعنِ في الحبِّ طاعنًا
ولكنّ طيشَ الطامعينَ إلى القبرِ
أدارت كؤوسًا من سُلافةِ ثغرِها
فعادَ ثميلُ العقلِ من خمرِها يشري
فعاثت بخيلِ السّحرِ في ساحِ صبوتي
وما شعرَ الإحساسُ إلا بما يَفري
فكنّا أنا والقلبُ واللّحظُ والجوى
أسارى لحُسنٍ ظالمِ الحكمِ في الأسرِ
تديرُ بسيفِ اللّطفِ من باتَ مغرمًا
وترمي بنارِ العشقِ من حيث لا ندري
صُلبنا بقَرٍّ والشفاهُ تَقطّعَت
ومتنا بحَرٍّ والبحارُ بها تجري
وعشنا بذلٍّ في كرامةِ كرمِها
ونِلنا بكأسِ العِزِّ قهرًا على قهرِ
فلا الشربُ أحيانا بلذّةِ شِربِها
ولا الموجُ أبقانا بقايا على البَّرِ
مصطفى محمد أحمد كردي