نورُ المشيبِ
.
طربتُ إذا المشيبُ ينيـرُ رأسي
ويحتضـرُ الشبـابُ ولا أبالي
.
فإن الشيبَ في الأعمـارِ نـورٌ
وأضحى راكضاً صوبَ المعالي
.
يذوقُ به السعـادةَ كـلُّ كهـلٍ
ويسبـحُ في الأناقةِ والجمـالِ
.
أرى في الرأسِ شمساً قد تعالتْ
وألكمتِ السـوادَ بذي النعـالِ
.
وأنتَ إذا المشيـبُ يـراكَ خِلاً
سريعُ الفَهمِ ، أذكى في المقالِ
.
وتقبعُ في عرينِ المـوتِ شِبلاً
وتلتحِفُ المخاطرَ في الجبـالِ
.
وتدنو مـن أُناسٍ قـد تفـانوا
وتعلو فيـكَ أجراسُ الوصـالِ
.
فهـذا ثوبُـهُ يزدانُ حُسنـاً
ويلبـسُ شِعـرُهُ تاجَ الجلالِ
.
ألا يا شيـبُ إن القلبَ يزهــو
ويسمـو في الكـلامِ أوِ الفعالِ
.
فكن في الرأسِ ناراً في هشيـمٍ
وعسكر لا تخفْ مرضى الجدالِ
.
شعر : شرف أحمد عبدالناصر